للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما وصل إلى الديار المصرية وسلطانها يومئذ الملك العزيز عماد الدين عثمان ابن السلطان صلاح الدين، رحمه الله تعالى، ألزمه أرباب ديوان الزكاة بدفع الزكاة من المتاجر التي وصلت صحبته، فعمل (١) :

ما كل من يتمسى بالعزيز لها ... أهل ولا كل برق سحبه غدقه

بين العزيزين بون في فعالهما ... هذا يعطي، وهذا يأخذ الصدقة وكانت وفاة سيف الإسلام في شوال تاسع عشر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بالمنصورة، وهي مدينة اختطها بالمين، رحمه الله تعالى.

(٦٩) وتولى بعده ولده الملك المعز فتح الدين إسماعيل (٢) ، وللمعز المذكور صنف أبو الغنائم مسلم بن محمود بن نعمة بن أرسلان الشيزري كتابه الذي سماه " عجائب الأسفار وغرائب الأخبار " وأودع فيه من أشعاره وأخبار الناس كثيراً، وذكر العز بن عساكر أنه مات بالحمراء من بلاد اليمن، وذكر أبو الغنائم المذكور في كتابه الذي سماه " جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام " (٣) أنه مات بتعز، ودفن بها بالمدرسة. ثم قال: وقتل ولده فتح الدين أبو الفداء إسماعيل في رجب سنة ثمان وتسعين، بمكان يقال له عجي شامي زبيد، وتولى مكانه أخوه الملك الناصر أيوب (٤) .

[وكان الملك المعز اسماعيل اهوج كثير التخليط بحيث أنه ادعى أنه قرشي من بني أمية وخطب لنفسه بالخلافة وتلقب بالهادي، فلما سمع عمه الملك العادل


(١) ديوان ابن عنين: ٢٢٣.
(٢) راجع نبذة عنه في بلوغ المرام: ٤١.
(٣) من هذا الكتاب نسخة خطية بليدن رقم ٤٨٠ وقد جاء في مقدمتها: " أما بعد فهذا كتاب ألفته وبعضه أنشأته لخزانة مولانا الملك المسعود السيد الأجل الكبير العالم العامل المجاهد المظفر المنصور صلاح الدين مالك المسلمين، ذخر الإسلام، عدة الأنام، أسد الدولة، بهاء الملة، شمس الملوك والسلاطين، قاتل الكفرة والملحدين، قاهر الخوارج والمتمردين، صلاح الدين سلطان اليمن ... الخ " وقد قسمه في ستة عشر كتاباً وختم كل كتاب بيراد شيء من قوله وقول ولده أحمد في مدح الملك المسعود صلاح الدين يوسف بن محمد بن سيف الدين أبي بكر.
(٤) ترتيب أخبار الملك المعز مختلف في نسخة ص عما هو عليه في سائر النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>