للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- القعقاع فارس الفتوح:

رافق القعقاع خالد بن الوليد في فتح العراق إلى أن فصل معه إلى الشام، ثم كان على مقدمة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، الذي قاد جيش العراق وعاد به إلى القادسية. وغزا بعد ذلك مع سعد بن أبي وقاص، والنعمان بن مقرن في نهاوند. ولا نسمع عنه شيئًا بعد هذا في الفتوح.

وقد أبلى القعقاع بلاء رائعًا في المعارك التي اشترك فيها، ويكاد بلاؤه يصور ملحمة رائعة، تضعه في زمرة الفاتحين المعدودين في تاريخ الحروب قاطبة، وأكاد أتصوره فتى قويًّا ليس بضخم الجثة، بل أميل إلى النحول. عيناه واسعتان تبرقان بذكاء حاد، عريض الجبهة، كثيف الحاجبين، يرتسم على وجهه ما يعبر عن القسوة والصرامة، مقطب الجبين، مفكرًا مطرقًا في أغلب أوقاته، يتبع قائده المظفر خالد بن الوليد، ويتابعه ويتأثر به، حتى ليكتسب منه صفات الجرأة والمبادرة، وكثيرًا من خدع الحرب.

وفي أول التقاء بين خالد والفرس -بقيادة هرمز عند الحفير- يفقد خالد حكته أمام تحدي القائد الفارسي له، عندما دعاه للنزال فيرمي إليه بنفسه، وبينما هما يختلفان ضربتين احتضنه خالد يريد قتله، فإذا بأهل فارس يغتنمونها فيشدون يريدون قتل خالد وإنقاذ

<<  <   >  >>