نتكلم في هذا المبحث عن معنى السورة لغة واصطلاحًا، وعن الحكمة من تسوير القرآن، وتقسيم السور بحسب الطول والقصر، وعن أسماء السور, هل كانت بتوقيف من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أم باجتهاد من الصحابة -رضوان الله عليهم.
ثم نتحدث عن ترتيب السور، هل كان بالتوقيف أم بالاجتهاد، أم كان بعضها بالتوقيف، وبعضها بالاجتهاد، مع بيان الراجح من هذه الأقوال بالدليل، والله المستعان.
[تعريف السورة]
عرفت فيما سبق تعريف الآية لغة واصطلاحًا, ونذكر لك هنا تعريف السورة أيضًا لغة واصطلاحًا، فنقول:
السورة في اللغة إما أن تكون مشتقة من سور المدينة، شبهت به لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور.
أو من التسوّر، بمعنى التصاعد والتركيب، لعلوِّ شأنها وشأن قارئها.
والسورة -في اللغة أيضًا- تطلق على المنزلة الرفيعة، قال النابغة:
ألم تر أن الله أعطاك سورة
ترى كل ملك حولها يتذبذب
وهي في الاصطلاح: طائفة من الآيات القرآنية لها بدء ونهاية.