للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: اعتماد التقويم الصحفي على الذوق أو العقل الذي يستخدمه استخدامًا جيدًا

كما يذهب ديكارت إلى أن هذا الاستخدام الجيد للذوق, هو الذي يتضمن المقدرة على هذا الحكم السليم وتمييز الحق من الباطل، على أن هذا الذوق الصحفي عند طه حسين كما تقدَّم أيضًا على حاسة صحفية دقيقة يذوق بها الأحداث الجارية، كما يقوم على حاسَّة تاريخية وثقافة عريضة، إلى جانب حاسته الاجتماعية المرهفة، كما أن هذا الذوق الصحفي يتحدد في التقويم بتصوّر الدوائر الثلاث في كتابته دائمًا، ونعني: سياسة الجريدة, وصياغة المقال, واهتمام القراء.

وقد سبق أن تعرّفنا على احتفال طه حسين الشديد بالذوق الصحفي في تذوق الأحداث وتقويمها، كما تبين من قوله: "إن للظروف السياسية ذوقًا كثيرًا جدًّا، دقيقًا جدًّا، شديد الحسِّ، شديد التأثر، شديد التفكير في غد، شديد الملاحظة"١.

كما تبين من بنية التحليل الصحفي نفسها، التي ينتقي فيها أخبارًا معينة، يقابلها بحالات خبرية معينة، داخل حركة سياق الأحداث، وهو الانتقاء الذي يقوم على ذوقٍ صحفيٍّ في المحل الأول، ذلك أن هذا الذوق


١ كوكب الشرق في ٧ مايو ١٩٣٣.

<<  <   >  >>