للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الزكاة من الوجهة الدينية والنفسية والجسدية والاجتهادية]

[مدخل]

...

الزكاة: من الوجهة الدينية والنفسية والجسدية والاجتماعية

الزكاة في الإسلام فريضة تذكر الفرد بحق الجماعة في ماله الذي منحه الله إياه، سواء كان إرثا، أو عن طريق كده وكدحه وكفاحه، وهي في جوهرها وسيلة لتعليم الإنسان أن يعمل لغيره كما يعمل لنفسه، وقد جعلها الله إحدى دعائم الإسلام الخمس ليمتحن المؤمنين فيما تهواه أنفسهم من المال والمتاع، وهي واجبة الأداء على المسلمين في أموالهم النقدية، وأعيانهم التجارية، وفي المواشي والزرع والثمر بنسب محددة لا تعجز صاحب المال، وفي نفس الوقت تقوم بحاجة الجماعة وتزيل عن الغير همه، وتساعد على إنشاء المصالح العامة في الأمة وتقرب بين القلوب، وتزيل أحقاد الطبقات، وتبني مجتمعا متحابا متعاونا.

تلك هي فريضة الزكاة التي جعلها الله قرينة الصلاة في غير موضع من القرآن الكريم, والتي يطهر بها العبد ماله، كما يطهر بالصلاة روحه. وقد قاتل المسلمون من ارتدوا عنها، واعتبروا في نظرة الإيمان خارجين منه. وأبو بكر الخليفة الأول يقول: "والله لأقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاة". والله تبارك وتعالى يقول في شأن الكافرين: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} . {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} ١.


١ الآيتان ٥، ١١ من سورة التوبة.

<<  <   >  >>