للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[من تصرف لهم]

وأما عن الذين تصرف لهم الزكاة فقد حددهم الله سبحانه وهو عليم بعباده. وذلك في سورة التوبة آية ٦٠:

{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

والفقراء والمساكين:

هم الذين لا يجدون ولا يستطيعون أن يحصلوا ما يقوم بحاجتهم وحاجة من يعولونهم.

وقد دعانا الله في مواقف كثيرة أن نمد أيدينا إلى هؤلاء الناس, وأن نزيل عنهم حاجاتهم، فجعل معظم الكفارات تصرف لهم، كما حدد لهم أيضا حقا في الغنيمة والفيء، ووصف الذين لا يمدون العون لهم بأنهم مكذبون بالدين, قال تعالى في أول سورة الماعون:

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}

وليس الفقراء أو المساكين هم الذين يتصنعون ذلك في الشوارع وأمام المساجد وبين وسائل المواصلات، إنما هم الذين يعرفون بحالتهم الاجتماعية ولا يسألون الناس إلحافا.

والعاملون عليها:

هم الموظفون الذين تسند إليهم أمور تحصيل الزكاة من مصادرها في مواعيدها وبالمقدار الذي حدده الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد كانت الدولة الإسلامية في أول عهدها تقوم على هذا النظام حتى جاء الوقت الذي

<<  <   >  >>