للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي أوردها فان دايكه مع تبسيط المعلومات بقدر الإمكان حتى يصبح فهم هذا الموضوع الشائك في متناول الباحثين أملا في رفع مستوى الكتابات العلمية. فهدف هذه الدراسة إذًا هدف عملي يرمي إلى تزويد الباحثين بثروة من الطرق, والمناهج التي لا غنى عنها كأدوات للبحث في العلوم الاجتماعية بوجه عام, وفي العلوم السياسية بوجه خاص.

كمثال على الخلط المذكور آنفا نشير إلى كتابين, أولهما من الكتب المشهود لها بالجدية١ ورغم ذلك لم يسلم من ذلك القصور؛ إذ لم يرد بمحتوياته ما يشرح السبب في اختيار كلمة approaches في عنوانه. أما الثاني٢, فقد اشتمل على خلط شديد بين ما يدخل في صميم المناهج العلمية من وسائل، وبين الطرق والمداخل التي تستعين بمجال أو آخر من مجالات العلوم الأكاديمية. فقد ركزت خمسة من فصوله على ما أسماه "المدخل" الاستنباطي، الكمي، الاجتماعي، السيكولوجي, الوصفي، كل ذلك مع عدم ذكر المقصود من كلمة مدخل أو السبب في عدم إضافة "مداخل" أخرى كالاستقرائي، المعياري، الكيفي، التاريخي، الاقتصادي، كما لم يشرح الأرضية المشتركة لما أسماه بالمداخل, ولم يقدم تبريرا لاستخدام ذلك الاصطلاح لها جميعا.

كشف أيزنمان أيضا -وفي وقت سابق على فان دايكه, وبالتالي بشكل أقل تحديدا- نفس الخلط الذي لا تزال تعاني منه بعض الكتابات العلمية حتى اليوم. فقد انتقد أيزنمان القول بأن الحقائق السياسية -وخاصة المؤسسات السياسية- يمكن دراستها وفقا لمناهج عديدة أهمها: الفلسفي والتاريخي والاجتماعي والقانوني. وأضاف أنه بتحليل ذلك القول وتلك الكتابات يتضح أن ما أشاروا


١ Roland Young, ed., Approaches to the Study of Politics, Evanston ١٩٥٨.
٢ D. E. Butler The Study of Political Behaviour, London ١٩٥٨.

<<  <   >  >>