للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا احتوت على عناصر تشمل الجانبين الوصفي والمعياري. أي: إنها في هذه الحالة الأخيرة توصي بالوسائل التي يجب اتباعها لتحقيق الهدف الفرضي١.

إن الشرط الأساسي في التحليل إلى أهداف ووسائل هو ضرورة توفر الوضوح الكامل حول موضوع الدراسة, وهل هو هدف أو وسيلة؟ أي: ضرورة توضيح ما إذا كانت البيانات المقدمة معيارية, أو وصفية, أو إرشادية.

تنبع أهمية التمييز بين هذه الأشكال الثلاثة من حاجة كل منها إلى تعليل وأدلة للإثبات. فمن وجهة نظر وضعية يتعذر دحض أو إثبات صحة ومعقولية التعبيرات المعيارية, حيث إنها تعكس عاطفة أو إرادة أو تذوقا أي: تمت بمحض إرادة ذاتية. أما التعبيرات الوصفية فهي مبدئيا يمكن إثباتها أو دحضها وتخضع للاختبار وتحتاج إلى الأدلة التي تدعمها. في حالة التعبيرات الإرشادية, فإنها تقسم إلى مكوناتها المعيارية والوصفية, ويعالج كل منها بالطريقة الملائمة.

قد يحدث خلط في مفهوم التقسيم الذي يجريه البعض للأهداف, حيث تقسم إلى أهداف مباشرة ووسيطة ونهائية٢. وهناك تفسيران لذلك: الأول هو أن من يتبنون هذا التقسيم قد يسلمون بأن أيا من الأهداف التي يسمونها مباشرة, أو وسيطة يمكن اعتبارها كوسائل بالتبادل. أكثر من ذلك فإنهم إذا كانوا يستعملون كلمة نهائية بشكل فضفاض, فقد يسلمون أيضا بأن ما يسمونه أهدافا نهائية يمكن تصنيفها بدلا من ذلك كوسائل. أما إذا كان هناك حذر من إطلاق هذه المصطلحات بشكل فضفاض, فإن الخلط يمكن تجنبه.

التفسير الثاني هو أن الباحثين قد يرون عدم وجود أساس حقيقي للتمييز بين الأهداف والوسائل؛ نظرا لشدة ارتباطها. فمعظم الأحداث والأوضاع


١ Dyke, pp. ١٥٤-١٥٦.
٢ Cf., A. Brecht, Political Theory, op. cit., p. ١٢١..

<<  <   >  >>