للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعكس أو تقترح مفاهيم بما يعتبر هاما, وإن كانت الفروض تقوم بذلك بشكل أكثر وضوحا.

فبينما يقتصر المدخل المرتبط بأحد العلوم الأكاديمية على الإشارة إلى حقل البحث والمعلومات المختلفة المرتبطة به, فإن المدخل الذي يجد تعبيرا عنه في فرض, أو نظرية يشير إلى نوع أكثر تحديدا من المعلومات, وإلى طريقة محددة في ترتيبها.

يمكن إعطاء مثال على الحالة الأولى بالمقولة التي تذهب إلى أن أسباب الحرب إما أن تكون اقتصادية, أو نفسية حيث نلاحظ أن الإشارة واضحة إلى معلومات ترتبط بعلوم أكاديمية. في الحالة الثانية نجد مقولة أخرى تذهب إلى أن الرأسمالية على وجه التحديد هي التي تسبب الحرب.

هذه المقولة المحددة تساعد على توجيه الاهتمام بقدر أوضح إلى موضوع بعينه, واختيار المعلومات اللازمة للدراسة. بمعنى أن النظرية السببية, أو الفرض العام يطبق على ما قد يطرأ من حالات محددة١.

ولا بد من التنويه بأنه رغم وجود علاقة بين بعض الاعتبارات التي سنذكرها فيما يلي, وبين مثيلاتها التي تم تناولها في إطار العلوم الأكاديمية كالجغرافيا والاقتصاد, فإن اختلافات ستتكشف عند الدراسة. ويمكن تجميع الفروض التفسيرية والنظريات السببية -إذا اعتبرت مداخل للبحث السياسي- في عدة فئات وفقا لمدى التركيز النسبي على التأثيرات البيئية, أو الاعتبارات الأيديولوجية.


١ lbid., pp. ١٦٣, ١٦٤, M. Grawitz, Methodes Des Sciences Sociales, op. cit., pp. ٣٩l ff.

<<  <   >  >>