للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيير القائم على ضرورة استقلال العلم عن القيم, أي: التمييز بين عمليات التفسير والتقييم في العلوم الاجتماعية, وما يترتب عليه من الدعوة للحياد إزاء القيم.

كان من أهم أوجه النقد أن الفلسفة السياسية ما هي إلا سلسلة من التفسيرات للأيديولوجيات، وأنها تحمل تبريرات لأفكار مسبقة تمثل في الغالب طبقة معينة, أو أية مصالح أخرى. أي: إن الفلسفة السياسية لا تقوم على الأسس العلمية للمشاهدة والوصف والقياس والتحليل, وإنما هي معيارية تشتمل في رأيهم على قيم ومعايير مستهلكة.

إلا أنه ليس هناك اتفاق على هذا الموقف حتى بين المفكرين الليبراليين أنفسهم. فكارل يواكيم فريدريش مثلا -رغم تسليمه بأخطاء بعض الفروض التي وردت في كتب أفلاطون الثلاثة: الجمهورية, والسياسة, والقوانين- يتساءل متعجبا: هل كان أفلاطون مخطئا في إصراره على أن القانون والحق هما المشكلتان اللتان تواجهان كل مجتمع سياسي؟ يطرح ذلك موضوع العدالة وبالتالي يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل: ما هي الفضيلة؟ وما هو المعيار؟

ثم يرفض فريدريش ما ذهب إليه هارولد لا سويل -متأثرا في ذلك بديوي ونور ثروب- من أن دراسة "المشاكل" نفسها كمدخل هي السمة المميزة لعلم السياسة, بمعنى استبعاد أية قيم معيارية من الدراسة. ويتساءل فريدريش ثانية: هل تنكر أي عالم مدقق في أي وقت لأولوية دراسة "المشاكل"؟ ١.


١ C.J. Friedrich, Man and His Government, op. cit., pp. ٤, ٥; Cf.," Anyone who attempts the most simple descripion of Society is in fact involved in Constant ordering and classification.The 'principles of such selectivity are those of some political doctrine, [whether half-backed or wellbacked." Bernard Crick, In [Defence Of Politics, Penguin, Middlesex England ١٩٧٣ "first publ. ١٩٦٢" , pp. ١٩٨, ١٩٩, igoff.

<<  <   >  >>