للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لمواجهة ذلك يخطط الماركسيون بوضع إستراتيجيات معينة لمواجهة الأوضاع التي تسودها حالة من المد الثوري, كما يضعون إستراتيجيات أخرى لمواجهة أوضاع الجزر الثوري. لكن يثور الخلاف حول المعايير التي استخدمت للحكم على أوضاع ما بأنها تمثل حالة من المد أو الجزر الثوري، ومدى إمكانية الاعتماد على تلك المعايير، وهو ما تعكسه الآراء المتباينة للماركسيين أنفسهم حول الموضوع.

لهذا يتحتم على غير الماركسيين الذين يحاولون استخدام الأيديولوجية كمدخل للتفسير, أو التنبؤ أن يهتموا ليس فقط بالطريقة التي يفسر بها الماركسيون -باتجاهاتهم المتعددة- المذهب الماركسي, وإنما أن يهتموا أيضا بطريقة تعريفهم للوضع والخلفية اللذين يتم فيهما تطبيق ذلك المذهب.

- قد تظهر مشكلة أخرى نتيجة انتماء الشخص لأيديولوجيات متعارضة, مثلا الليبرالية أو الماركسية من جانب علاوة على القومية. ورغم أن تلك الأيديولوجيات قد تتفق من عدة أوجه, إلا أنه من المؤكد أن تظهر بعض المتناقضات خلال الممارسة اليومية مما يدفع الفرد بشكل ما إلى الاختيار بينها. في تلك الحالة، يجب أن يشمل تفسير سلوك ما, أو التنبؤ به تفسيرا -أو تنبؤا أيضا- بالاختيارات التي تمت بين الأيديولوجيات التي تتنافس على ولاء الفرد.

- قد يكون من المستحسن تجنب الافتراض الذي يرى أن الاعتبارات الأيديولوجية تؤثر وتتحكم في كل الأفعال. فمشاعر الطموح, والرغبات الشخصية مثلا ليست لها طبيعة أيديولوجية ومع ذلك فهي تحل أحيانا محل الأيديولوجية في التأثير على سلوك الفرد لدرجة أن الدوافع الشخصية للأشخاص الذين يحتلون مراكز سياسية حساسة قد تكون لها أهمية كبيرة في تشكيل سير الأحداث. أي: إنه مع الاعتراف بأن معرفة الأيديولوجية, أو الأيديولوجيات

<<  <   >  >>