للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مناهج فكرية لا ترتبط بالعالم الحي, أو بتجربة الإنسان١.

على أنه من الأهمية بمكان إدراك الموقع الذي يحتله التحليل في السلسلة الطويلة من الخطوات التي يستلزمها المنهج العلمي, والتي سنشير إليها في نهاية عرضنا للمناهج. بعض المفكرين الأمريكيين كجون ديوي مثلا يرى أن البحث لا يبدأ بالحقائق أو وضع الفروض, وإنما بالاعتراف بوجود وضع شائك أو مشكلة تحتاج إلى حل.

بالمثل يرى نور ثروب أن التحليل -أي: تحليل المشكلة- هو الخطوة الهامة الثانية وليست الأولى, ثم تأتي بعدها مرحلة صياغة الفرض العلمي, بينما يضيف أرنولد بريشت أن الاعتراف بوضع ما على أنه شائك ثم الانهماك في تحليله هما خطوتان يجب أن تسبقهما فكرة ما يكونها الباحث, أو فرض تجريبي "فرض عمل" بأن الوضع القائم يخفي مشكلة هامة قد يكون تحليلها ذا علاقة بالمعرفة الإنسانية بشكل عام٢.

لا يمنع هذا من الاعتراف بما لمنهج التحليل من العمومية والشمول بحيث يستخدم أحيانا في تسمية المناهج الأخرى, كالقول مثلا: التحليل الكمي، التحليل الكيفي، التحليل المقارن, بدلا من المنهج الكمي أو الكيفي أو المقارن.


١ V. Afanasyev, Marxist Philosophy, A Popular Outline Moscow, no date, p. ١٦٩; M. Rosenthal, P. Yudin, eds., A Dictionary of Philosophy, op. cit., ١٨, ١٩; Georgi. Plekhanov, Selected Philosophical Works, Vol. ١, Moscow ١٩٧٤, pp.٦١٠, ٧٣٠,٧٣١.
٢ John Dewey, Logic, The Theory of Inquiry, New York ١٩٣٨; F.S.C. Northrop., The Logic of the Sciences and the Humanities, New York ١٩٤٧, pp. ١٨, ٢٨, cited by A. Brecht, Political Theory, op. cit., p. ٣٠,n.٢.

<<  <   >  >>