للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنهج القديم لأرسطو قد انتهى عصره, وأن الموضوع الأجدر بالدراسة هو المنهج الذي يلائم طبيعة العلوم الحديثة.

ويعلق أحد الفلاسفة المحدثين -كلود برنارد- على ذلك بقوله: إن المنهج التجريبي لا يعترف إلا بحجية الظواهر الواقعية, أي: إنه يتحرر من نفوذ وشهرة الفلاسفة القدماء, فعندما يقول ديكارت مثلا: إنه يجب ألا نعتمد على شيء سوى الحقائق البديهية, أو على ما تمت البرهنة عليه بشكل كافٍ فليس المقصود أنه يتعين علينا الرجوع في أحكامنا إلى الثقات من السلف, وإنما معناه ألا نعتمد إلا على الظواهر التي تثبت التجربة صحتها١.

أشرنا بإيجاز إلى المذاهب والتيارات الجديدة، وكذلك لمفهوم الفلسفة في العصر الحديث, وأهم أوجه الخلاف بينها وبين الفلسفة في العصور القديمة. من ناحية أخرى, هناك أوجه للخلاف بين الفلسفتين الحديثة والمعاصرة تتجلى في أن الفلسفة الحديثة تنظر إلى المعرفة باعتبارها شاملة للوجود، بينما تمردت الفلسفة المعاصرة على تبديد النظر العقلي في الوجود العام ومعرفته, وتحولت إلى دراسة الإنسان في وجوده الواقعي, وإن كان هذا قد أثار كثيرا من الخلاف بين مدارس الفكر الفلسفي المعاصر.


١ محمود قاسم، المنطق الحديث ومناهج البحث، الطبعة الخامسة، القاهرة ١٩٦٧، ص٣٤، ٣٥، توفيق الطويل، أسس الفلسفة، مرجع سابق، ص٥١، ٥٢.

<<  <   >  >>