للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة الكهف]

مكية١ وآيها مائة وخمس حرمي, وست شامي وعشر كوفي وإحدى عشرة بصري خلافها إحدى عشرة, وزدناهم هدى غير شامي, إلا قليل مدني, أخير غدا غيره بينهما زرعا, من كل شيء سببا مدني, أخير وعراقي وشامي هذه أبدا مدني, أول ومكي وعراقي فأتبع سببا ثم أتبع سببا معا عراقي, عندها قوما غير مدني أخير وكوفي, بالأخسرين أعمالا عراقي وشامي, مشبه الفاصلة قيما شديد المؤمنين رقود بنيانا بين ظاهرا خضرا منه شيأ صفا, وقرأ من دونهما قوما القراءات تقدم كسر دال "الحمد لله" عن الحسن وسكت حفص بخلف عنه من طريقيه على الألف المبدلة من التنوين في "عِوَجًا" [الآية: ١] سكتة لطيفة من غير تنفس إشعارا بأن قيما ليس متصلا بعوجا وسكت أيضا على ألف مرقدنا, ويبتدئ هذا لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا وعلى نون من ويبتدئ راق لئلا يتوهم أنها كلمة واحدة, وسكت أيضا على لام بل, ويبتدئ ران ومن لازمه عدم الإدغام والباقون بغير سكت على الأصل في الأربعة.

واختلف في "مِنْ لَدُنْه" [الآية: ٢] فأبو بكر بإسكان الدال مع إشمامها الضم وكسر النون والهاء وصلتها بها لفظية فتصير لدنهي, فتسكين الدال تخفيفا كتسكين عين عضد فالتقت مع النون الساكنة فكسرت النون, وتبعه كسر الهاء وكان حقه أن يكسر أول الساكنين إلا أنه يلزم منه العود إلى ما فر منه, ووصلت بهما؛ لأنها بين متحركين والسابق كسر وإشمام الدال للتنبيه على أصلها في الحركة, وهو هنا عبارة عن ضم الشفتين مع الدال بلا نطق, قال الفارسي: وغيره كمكي ومن تابعه هو تهيئة العضو بلا صوت, فليس هو حركة, وتجوز الأهوازي بتسميته اختلاسا, والباقون بضم الدال وسكون النون وضم الهاء وابن كثير أبدلها بواو على أصله.

وقرأ "وَيُبَشِّر" [الآية: ٢] بالتخفيف٢ حمزة والكسائي وخلف ومر بآل عمران "وعن" ابن محيصن الحسن "كبرت كلمة" بالرفع على الفاعلية والجمهور بالنصب على التمييز وهو أبلغ ومعنى الكلام بها تعجب أي: ما أكبرها كلمة "وأبدل" همز "هيئ لنا" و"يهيئ لكم" أبو جعفر فتصير يائين الثانية خفيفة "ويوقف" عليه لحمزة وهشام بخلفه بوجه واحد فقط كما


١ انظر الإتقان للسيوطي: "٢/ ١٢٦٢". [أ] .
٢ أي: "يَبْشُر". [أ] .

<<  <   >  >>