للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة سبأ]

مكية١ قيل إلا قوله تعالى: ويرى الذي فمدينة وآيها خمسون وأربع فيما عدا الشامي وخمس فيه خلافها وشمال شامي. مشبه الفاصلة أربعة: معجزين معا كالجواب ما يشتهون, وعكسه موضع من نذير. القراءات أمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى الأزرق, وكذا أبو عمرو من روايتيه على ما نقله في النشر عن ابن شريح وغيره, وإن قصر في طيبته الخلاف فيه على الدوري فقط.

واختلف في قراءة "عَالِمُ الْغَيْب" [الآية: ٣] فنافع وابن عامر وأبو جعفر ورويس بوزن فاعل ورفع الميم أي: هو عالم أو مبتدأ خبره لا يعزب لما تقرر أن كل صفة يجوز أن تتعرف بالإضافة إلا الصفة المشبهة, وما نقل عن الحوفي أنه مبتدأ خبره مضمر أي: هو استبعده السمين وافقهم الحسن, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وروح وخلف عن نفسه "عالم" بوزن فاعل أيضا, وخفض الميم صفة لربي أو بدل منه, وإذا جعل صفة فلا بد من تقدير تعريفه, وقد تقرر جواز ذلك آنفا وافقهم الشنبوذي وابن محيصن واليزيدي, وقرأ حمزة والكسائي "علام" بتشديد اللام بوزن فعال للمبالغة وخفض الميم على ما مر, وافقهما المطوعي وكسر الكسائي زاي "يعزب" ومر بيونس، وعن المطوعي فتح راء "أصغر" و"أكبر" على نفي الجنس والجمهور بالرفع على الابتداء والخبر إلا في كتاب أو عطفا على مثقال, ويكون إلا في كتاب توكيدا لما تضمن النفي أي: لكنه في كتاب, وقرأ "معجزين" معا هنا بالقصر والتشديد ابن كثير وأبو عمرو ومر إيضاحه بالحج.

واختلف في "مِنْ رِجْزٍ أَلِيم" [الآية: ٥] هنا [والجاثية الآية: ١١] فابن كثير وحفص ويعقوب برفع الميم فيهما نعتا لعذاب, وافقهم ابن محيصن والباقون بخفضه فيهما نعتا لرجز, وهو العذاب السيئ.

وأمال و"يرى الذين" السوسي وصلا بخلفه وأدغم لام "هل ندلكم" الكسائي, وافقهم ابن محيصن بخلفه, واتفقوا على قطع همزة "جديد افترى" مفتوحة للاستفهام


١ انظر الإتقان للإمام السيوطي: "١/ ٢٥"، "٢/ ١٢٦٩". [أ] .

<<  <   >  >>