للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة الذاريات]

مكية١ وآيها ستون إجماعا. القراءات أدغم تاء "والذاريات ذروا" أبو عمرو بخلفه وحمزة وكذا يعقوب من المصباح كما مر.

وقرأ "يُسرا" [الآية: ٣] بضم السين أبو جعفر بخلف عن ابن وردان ومر بالبقرة، وعن الحسن الحبك بكسر الحاء والباء, ورويت عن أبي عمرو وهو اسم مفرد لا جمع؛ لأن فعل ليس من أبنية الجموع فينبغي أن تعد مع إبل فيما جاء على فعل بكسر الفاء والعين، وعن المطوعي "إيان" بكسر الهمزة وكسر عين "عيون" ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي ومر بالبقرة.

وأمال "ما أتاهم" حمزة والكسائي وخلف, ومر للأزرق في نظيرها خمس طرق بالنظر إلى تثليث مد البدل وتقليل الألف المنقلبة عن الياء وفتحها: الأولى قصر البدل مع فتح الألف, الثانية التوسط مع الفتح, الثالثة المد مع الفتح, الرابعة المد مع التقليل, الخامسة التوسط مع التقليل, ومر في الإمالة تفصيل الطرق، وعن ابن محيصن من المبهج من رواية البزي "وفي السماء رازقكم" اسم فاعل, وهو نظير ينزل ربنا إلى سماء الدنيا الحديث فلا ينافي في تعاليه سبحانه عن الجهة, وعنه من رواية غير البزي من المفردة أرزاقكم جمع رزق.

واختلف في "مثْلُ مَا" [الآية: ٢٣] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالرفع صفة لحق ولا يضر تقدير إضافتها إلى معرفة؛ لأنها لا تتعرف بذلك لإبهامها أو خبر ثان أو أنه مع ما قبله خبر واحد نحو هذا حلو حامض، وافقهم الأعمش، والباقون بالنصب على الحال من المستكن في لحق؛ لأنه من المصادر التي لا توصف والعامل فيها حق أو الوصف لمصدر محذوف أي: لأنه لحق حقا مثل نطقكم, وقيل هو نعت لحق وبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن وهو ما إن كانت بمعنى شيء وإن وما في حيزها إن جعلت مزيدة للتأكيد.

وقرأ "إبراهام" [الآية: ٢٤] بالألف ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان, وأدغم ذال "إذ


١ انظر الإتقان للسيوطي: "٢/ ١٢٧٥". [أ] .

<<  <   >  >>