للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترجمة جعفر بن ابي طالب صنو علي -رضي الله عنهما:

من السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، حضر فتح خيبر, فاعتنقه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "ما أدري بأيهما أنا أشدّ فرحًا, بقدوم جعفر أم بفتح خيبر" ١. نشر الدين في الحبشة, وعلى يده أسلم النجاشي وبعض من أسلم هناك، بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- خليفة أمير جيش مؤتة بحدود الشام, غزا فيها الروم، قاتل حتى قطعت يداه على راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وذلك بعد أن عقر فرسه لئلَّا تفر به, وليعلم جيشه أنه لا مفر، وهو أول من عقر في الإسلام, وهذا من اجتهاده -رضي الله عنه, وجدت فيه نحو تسعين جراحة ما بين صدره ومنكبه وما أقبل منه، وهذه الغزاة من أعجب ما سطره التاريخ للإسلام، كان المسلمون نحو ثلاثة آلاف خاضوا بحرًا من جيش الروم يتجاوز مائة ألف، وهي فاتحة المعارك بين الإسلام والروم, وأول النصر عليهم للإسلام، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكنِّيه أبا المساكين لحبه لهم وإحسانه إليهم، وقال له: "أشبهت خلقي وخلقي" ٢ كما في الصحيح. وقال فيه أبو هريرة: ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضل من جعفر. فكان يرى أفضليته حتى على الخلفاء, وهو مذهب كثير من المحدثين, أن الذين ماتوا في حياته -عليه السلام- دونه, وشهد عليهم أفضل الصحابة على الإطلاق، كانت وقعة مؤتة سنة ثمان ٣.


١ قدوم جعفر في فتح خيبر في الصحيح، وأما هذا اللفظ فرواه الطبراني عن أبي جحيفة, وفي سنده أنس بن مسلم، قال الهيثمي، لا أعرفه, وبقية رجاله ثقات. ورواه الطبراني أيضًا عن الأعمش وهو مرسل، مجمع الزوائد "٩/ ٢٧١".
٢ البخاري "٥/ ٢٤".
٣ جعفر بن أبي طالب صنو علي -رضي الله عنهما. الإصابة "١/ ٤٨٥". والاستيعاب "١/ ٢٤٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>