للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترجمة زيد بن حارثة الكلبيّ مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم:

وحِبُّه ووالد حِبِّه أسامة، كان وصيف خديجة زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فوهبته له, وجاء والده وعمه من بلدهما يطلبان فداءه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فخيَّره فاختار رسول الله دون أبويه، وهو أول من سبق للإسلام على ما قال الزهري وسيلمان بن يسار١ وغيرهما، هاجر وشهد بدرًا، قال ابن عمر: ما كنا ندعوا زيدًا إلا زيد بن محمد, حتى نزل {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} ٢ رواه في الصحيح٣، ولم يذكر أحد في القرآن باسمه من الصحابة سواه في قصة زينب بنت جحش التي كانت زوجته فطلقها, ثم تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما في سورة الأحزاب، وكان -صلى الله عليه وسلم- يؤمّره على الجيوش, وأمّره على جيش مؤته, وكان حعفر خليفته، ويا لها من منقبة، فقاتل حتى قتل قبل جعفر، قالت عائشة: ما بعث رسول الله سرية هو فيها إلا أمَّره عليها, ولو بقي لاستخلفه, وقال فيه: "أنت مولاي ومني وأحب الناس إلي" ٤. وفي البخاري: "إن كان لخليقًا للإمارة ومن أحب الناس إلي" ٥. ومن فقهه أن أحد اللصوص أكرى له بغلًا من الطائف, ثم مال به إلى شعب وأراد أن يقتله, فاستمهله أن يلصي فصلَّى ركعتين ودعى بقوله: يا أرحم الراحمين. فأرسل الله له من خلصه منه من الملائكة٦, ٧.


١ الزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب إمام الحفاظ، ت سنة ١٢٤هـ، انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" "٩/ ٤٤٥", وتذكر الحفاظ "١/ ١٠٢".
وسليمان بن يسار أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، ت سنة ١٠٨هـ, وقد ترجم لهما المؤلف في القسم الثاني.
٢ الأحزاب: ٥.
٣ متفق عليه: البخاري في تفسير سورة الأحزاب "٦/ ١٤٥"، ومسلم في فضائل زيد "٧/ ١٣١".
٤ أخرجه أحمد من حديث أسامة "٥/ ٢٠٤"، وابن سعد, وقال ابن حجر: إسناده حسن، الإصابة "٢/ ٦٠١"، وفي البخاري في الصلح "٣/ ٢٤٢"، عن البراء أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لزيد: "أنت أخونا ومولانا".
٥ متفق عليه: البخاري "٥/ ٢٩"، ومسلم "٧/ ١٣١".
٦ ذكرها ابن عبد البر بإسناده إلى الليث بن سعد.
٧ زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم. الإصابة "٢/ ٥٩٨"، وفي الاستيعاب "٢/ ٥٤٢"، وأسد الغابة "٢/ ٢٢٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>