للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ترجمة عمرو بن العاص القرشي السهمي]

أسلم مع خالد بن الوليد، وهو أحد القواد المشهورين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم- وبعده, بعثه -صلى الله عليه وسلم- في سرايا قائدًا، من جملته سرية ذات السلاسل, وتحت إمرته أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، ومن اجتهاده ما في الموطأ: أنه أصبح جنبًا فتيمم وصلّى بهم وهم خمسمائة, فلما قدموا وأخبروا النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: " أتصلي إمامًا وأنت جنب" ولم يأمرهم بالإعادة١، فدلّ على صحة صلاتهم مع كراهة، وولاه النبي -صلى الله عليه وسلم- على عمّان, فلم يزل بها إلى الوفاة النبوية، حضر فتوح الشام، وهو الذي فتح مصر والإسكندرية، وبدأ في فتوح أفريقيا، ففتح طرابلس سنة "٢٢"، وهو من عقلاء العرب ودهاتهم، وبدهائه خرجت الخلافة من يد علي بن أبي طالب وتولاها معاوية٢، فهو ممن أسس الدولة الأموية الكبرى، مات بمصر سنة نيف وأربعين عن تسعين سنة٣.


١ تقدَّم تخريجه.
٢ هذه عبارة غير محققة، فالخلافة أولًا لم تخرج من يد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حتى استشهد، وثانيًا إنما آلت الخلافة بعده إلى معاوية -رضي الله عنه- بعدة عوامل وأسباب, كان من أهمها تنازل الحسن سبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي نوّه به الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "ابني هذا سيد, ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين" أخرجه البخاري "٥/ ٣٢"، "عبد العزيز القارئ".
٣ عمر بن العاص القرشي السهمي: أبو عبد الله، مات سنة ٤٣، مسند أحمد "٤/ ٢٠٢"، طبقات ابن سعد "٤/ ٢٥٤"، تاريخ البخاري "٦/ ٣٠٣"، والمستدرك "٣/ ٤٥٢"، تاريخ الطبري "٤/ ٥٥٧"، جامع الأصول "٩/ ١٠٣"، وأسد الغابة "٤/ ١١٥"، تاريخ الإسلام "٢/ ٢٣٥"، البداية والنهاية "٤/ ٢٦٣"، والمغازي "٢/ ٧٤١"، شذرات الذهب "١/ ٥٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>