للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حالة الفقه في زمن صغار الصحابة وكبار التابعين -رضي الله عنهم:

افتراق الأمة إلى مذاهب الخوارج والشيعة وغيرهم, وظهور الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم:

إن افتراق الأمة إلى شيعة، وخوارج، وغيرهم، قد قدمنا الكلام عليه في التاريخ الإجمالي لعصر الخلفاء الراشدين، وإن كان معاوية سكَّن ثائرتهم بعصبيته وكرمه وحلمه ودهائه، لكنهم بقوا يدبرون الثورة سريًّا, وينشرون تعاليمهم، ووضع الشيعة أحاديث توافق مشربهم وتؤيد دعواهم، فنشأ عن ذلك الكذب على النبي -صلى الله عليه وسلم، وانتشار هذه الطائفة التي جلها ممن غُلِبَ على أمره من اليهود وفارس والروم ومن بقية الأمم التي قهرها المسلمون، فدبروا حيلة الدسائس الدينية وبناء مذهبهم على التمويه بالإصلاح الديني, وتغيير المنكر, والأمر بالمعروف, وجعل مبادئهم التي هي سياسة يراد بها قلب الدولة مذاهب دينية وضعوا لها أصولًا من الأحاديث المكذوبة, وتأولوا القرآن على حسبها؛ إذ كانوا يعلمون أنه قلَّما تقوم للعرب دولة إلا على دعوى دينية.

فقد قال المختار الثقفي لبعض أصحاب الحديث: ضع لي حديثًا على النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كائن بعده خليفة مطالب بثأر ولده الحسين, وهذه عشرة آلاف درهم وخلعة ومركوب وخادم, فقال له: أما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا, ولكن اختر من شئت من الصحابة.

وقال حمَّاد بن زيد: وضعت الزنادقة أربعة آلاف حديث ليفسدوا على

<<  <  ج: ص:  >  >>