للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل كان ابن القاسم مجتهدًا مستقلًّا:

قد اختلف فيه شيوخ تلمسان أهل المائة الثامنة, فزعم أبو زيد بن الإمام١ أن ابن القاسم مقلد لمالك، ونازعه أبو موسى عمران المشذالي البجائي٢, وادَّعى أنه مطلق الاجتهاد، واحتجَّ بمخالفته مالكًا في كثير، قال: فلو قلَّده لم يخالفه, واحتجَّ أبو زيد بأن نصرًا الشرف التلمساني مثَّل لمجتهد المذهب بابن القاسم في مذهبنا، والمزني في مذهب الشافعي، ومحمد بن الحسن في مذهب أبي حنفية، فأجاب أبو عمران بأنه مثال, والمثال لا يحتج به ولا يلزم صحته، واستدلَّ ابن عبد السلام الهواري٣ أيضًا على اجتهاده الطلق بنحو ما قال أبو عمران، وبحث فيه ابن عرفة٤ بأن ابن القسَّام مزجي البضاعة في الحديث، وقال أبو عبد الله ابن الغازي٥ بقوله: كيف يثبت الاجتهاد لشيوخه كابن عبد السلام, وينفيه عن ابن القاسم بعبارة فظيعة, مع أنه شيخ هداية المالكية.

قلت: بل المالكية في الحقيقة قاسميون, وابن عرفة نفسه قاسمي مقلد له, ومع ذلك ينفي عنه الاجتهاد، قال أحمد بابا السوداني٦: والعجب من ابن عرفة يثبت الاجتهاد لابن دقيق العيد٧، ونظرائه، ويقول: وفي المازري٨ نظر، هل لحقه أم لا، ومعلوم أن ابن عبد السلام وابن دقيق العيد لا يبلغان درجة المازري،


١عبد الرحمن بن الإمام، الديباج "١/ ٤٨٦".
٢ انظر نيل الابتهاج "٢١٥".
٣ محمد بن عبد السلام قاضي الجماعة بتونس, الديباج "٢/ ٣٢٩".
٤ محمد بن محمد بن عرفة الورغمي، نيل الابتهاج "٢٧٤".
٥ محمد بن أحمد بن محمد، نيل الابتهاج "٣٣٣".
٦ مؤلف نيل الابتهاج، ت سنة ١٠٣٦هـ.
٧ محمد بن علي بن وهب أبو الفتح.
٨ محمد بن عي بن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>