للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القسم الثالث: آدابه في درسه]

...

الفصل الثالث: آدابه في درسه ١:

فمنها: إذا عزم على التدريس أن يتطهر من الحدث والخبث، فلا يلقي الدرس إلا على الطهارة، وأن ينظف ويطيب بدنه وثوبه، ويختار له لبس البياض، ولا يعتني بفاخر الثياب، ولا يقتصر على خلق ينتسب صاحبه إلى قلة مروءة، وأن يتطيب ويسرح لحيته، ويزيل كل ما يشينه.

كان الإمام مالك -رضي الله عنه- إذا جاءه الناس لطلب الحديث اغتسل وتطيب ولبس ثيابا جددا ووضع رداء على رأسه، ثم يجلس على منصة، ولا يزال يبخر بالعود حتى يفرغ وقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم٢.

ومنها: قال ابن جماعة٣: يصلى ركعتي الاستخارة وينوي نشر العلم وتعليمه وبث الفوائد الشرعية، والاجتماع على ذكر الله، وإذا خرج من بيته للدرس فيدعو بما ورد في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: "اللهم إني أعوذ بك أن أَضِل أو أُضَل، أو أَزِل أو أُزَل، أو أَظْلِم أو أُظْلَم، أو أَجْهَل أو يُجْهَل عليَّ، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك" ٤، ثم يقول: "باسم الله وبالله


١ انظر تذكرة السامع والمتكلم ٣٠ فما بعده.
٢ تذكرة السامع والمتكلم ٣١، والمِنصة بكسر الميم: الكرسي.
٣ هو أبو عبد الله، بدر الدين، محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعي: قاض، من العلماء بالحديث وسائر علوم الدين، ولد في حماة، وولي الحكم والخطابة بالقدس، ثم القضاء بمصر، فقضاء الشام، ثم قضاء مصر إلى أن شاخ وعمي، وكان من خيار القضاة، وتوفي بمصر سنة ٢٩٧هـ، له تصانيف منها: "تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم" وهو مطبوع مشهور. نكت الهميان ٢٣٥، والنجوم الزاهرة ٩/ ٢٩٨.
وقول ابن جماعة في كتابه تذكرة السامع والمتكلم ٣١، وانظر الخبر في تذكرة السامع والمتكلم ص٣١.
٤ مجمع الزوائد ١٠/ ١٢٩، سنن أبي دواد ٤/ ٣٢٥، المعجم الأوسط ٣/ ٣٤، المعجم الكبير ٢٣/ ٣٢٠، ٢٤/ ٩، تحفة الأحوذي ٩/ ٢٧٢، فيض القدير ٥/ ١٢٤. وانظر تذكرة السامع والمتكلم ٣١.

<<  <   >  >>