للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعرني كتابك، فقال: إني أكره ذلك، فقال: أما علمت أن المكارم موصولة بالمكاره؟ فأعاره١. وكتب الشافعي إلى محمد بن الحسن رضي الله عنهما "مجزوء الرجز":

قولا لمن لم ترعيـ ... ـنا من رآه مثله٢

ومن كأن من رآ ... هـ قد رأى من قبله

العلم ينهي أهله ... أن يمنعوه أهله

لعله يبذله ... لأهله لعله

وإذا استعار كتابا فلا يبطئ به من غير حاجة، وإذا طلبه المالك فيحرم عليه حبسه٣، ويصير غاصبا له، وقد جاء في ذم الإبطاء برد الكتب المستعارة عن السلف أشياء كثيرة نظما ونثرا رويناها في كتاب الخطيب الجامع لأخلاق الراوي والسامع٤، منها عن الزهري: إياك وغلول الكتب٥، وهو حبسها عن أصحابها، قال الخطيب: وبسبب حبسها امتنع غير واحد من إعارتها٦.


١ أدب الإملاء والاستملاء ١٧٥.
٢ طبقات الشافعية للإسنوي ١/ ١٤، ومناقب الشافعي ١٩٦، والمحمدون من الشعراء ١٣٨، طبعة دار اليمامة، وانظر أيضا تذكرة السامع والمتكلم ص١٦٨.
٣ تذكرة السامع ١٦٨.
٤ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ١/ ٣٧٣.
٥ أدب الإملاء والاستملاء ١٧٦.
٦ الجامع لأخلاق الراوي ١/ ٣٧٦، وانظر أدب الإملاء والاستملاء ١٧٧.

<<  <   >  >>