للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معناه أن كسب العبد إنما يكون بقلبه ولسانه وبنانه١، فالنية أحد أقسام كسبه الثلاثة، وهي أرجحها لأنها تكون عبادة بإفرادها، بخلاف القسمين الباقيين، ولأن النية لا يدخلها فساد برياء ولا غيره بخلاف غيرها، وقيل: هو أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام٢ وقد أوصلها الإمام النووي إلى الأربعين حديثا وجمعها في أربعينيته٣، وكان السلف وتابعوهم من الخلف يستحبون استفتاح المصنفات ونحوها بهذا الحديث، وبه استفتاح المصنفات ونحوها بهذا الحديث، وبه استفتح البخاري٤ كتابه الجامع الصحيح٥ تنبيها للمطالع على حسن النية، وقال صلى الله عليه وسلم: "نية المؤمن أبلغ من عمله" رواه البيهقي في الشعب٦، وفي رواية الإحياء٧: "نية المؤمن خير من عمله".

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مخبرا عن جبريل عن الله -جل وعلا- أنه قال: "الإخلاص سر من أسراري استودعته قلب من أحببت من عبادي" ٨ رواه


١ انظر شعب الإيمان ٥/ ٣٤٣.
وانظر فتح الباري ١/ ١٨-٢٠، وفيض القدير شرح الجامع الصغير ١/ ٣٠-٣٥.
٢ كتاب العلم وآداب العالم والمتعلم ص٥٦.
٣ أي: كتاب الأربعين حديثا للإمام النووي، المعروف باسم الأربعين النووية، وهو مطبوع مشهور مع شروحه الكثيرة.
٤ هو أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، حبر الإسلام، والحافظ لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صاحب "الجامع الصحيح" المعروف بصحيح البخاري.
ولد في بخارى ونشأ يتيما، وقام برحلة طويلة سنة ٢١٠هـ في طلب الحديث فزار عدة بلدان وجمع نحو ستمائة ألف حديث اختار منها في صحيحه ما وثق بروايته، وأقام في بخارى فتعصب عليه جماعة ورموه بالتهم، فأخرج إلى خرتنك "من قرى سمرقند" فمات فيها سنة ٢٥٦هـ، وكتابه في الحديث أوثق الكتب الستة المعول عليها. السير ٢/ ٣٩١، والأعلام ٦/ ٣٤.
٥ صحيح البخاري ١/ ٣، حديث رقم١، كتاب بدء الوحي.
٦ شعب الإيمان للبيهقي ٥/ ٣٤٣.
٧ إحياء علوم الدين ٤/ ٥٣١، وهو حديث ضعيف، أخرجه الطبراني في الكبير ٦/ ٢٢٨، وانظر السلسلة الضعيفة ٢٧٨٩، وضعيف الجامع الصغير ٥٩٧٧، وهو حديث ضعيف كما نص على ذلك الألباني في الضعيفة ٢٧٨٩، وانظر أيضا ضعيف الجامع الصغير ٥٩٧٧.
٨ وهو حديث ضعيف، كما قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة، حديث رقم ٦٣٠ ص٩٢، وانظر الرسالة القشيرية ٢٠٤، وإتحاف السادة المتقين ١/ ٤٣، ٤٤.

<<  <   >  >>