للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان الصحابة يأخذون من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل١، وقال صلى الله عليه وسلم: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار"٢، وفي رواية: "من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ"٣، وفي رواية: "من قال في القرآن بغير ما يعلم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار" ٤.

وأما الحديث ويرادفه الخبر على الصحيح فهو من أجل العلوم بعد القرآن٥، وهو ما أضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قولا أو فعلا أو تقريرا أو صفة حتى الحركات والسكنات، واليقظة والنوم٦، وقيل: أو أضيف إلى صحابي أو من دونه، والمشهور بين جماعة من الفقهاء أن ذلك أثر لا خبر٧، ثم عِلْمُ الحديث ضربان:

أحدهما: علم رواية٨، وحدُّه بأنه علم مشتمل على نقل ما ذكر، وموضوعه ذات النبي -صلى الله عليه وسلم- من حيث أنه نبي، وغايته الفوز بسعادة الدارين.


١ مجمع الزوائد ٧/ ١٦٥، والمصنف لابن أبي شيبة ٦/ ١١٧، ومسند أحمد ٥/ ٤١٠.
٢ رواه الترمذي رقم ٢٩٥١ في التفسير ورقم ٢٩٥٢، وأحمد في المسند رقم ٢٠٦٩ و٣٠٢٥، والطبري في تفسيره رقم ٧٣ و٧٤ و٧٥، وانظر جامع الأصول ٢/ ٦، وفيض القدير ٦/ ١٩٠. ومعنى فليتبوأ: أي فليتخذ له مباءة، يعني منزلا.
٣ رواه الترمذي رقم ٢٩٥٣ في التفسير، باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه، وأبو داود رقم ٣٦٥٢ في العلم باب الكلام في كتاب الله بغير علم، وأخرجه الطبري في جامع البيان رقم ٨٠، وانظر جامع الأصول ٢/ ٣، وفيض القدير ٦/ ١٩٠.
٤ مسند أبي يعلى ٤/ ٤٥٨، ومجمع الزوائد ١/ ١٦٣، والمطالب العالية رقم ٣٠٢٧، ومسند أحمد ١/ ٣٢٣ و٣٢٧، والطبري ١/ ٣٤، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
٥ الباعث الحثيث ص١٧.
٦ شرح ألفية العراقي ١/ ١٢.
٧ تدريب الراوي ١/ ١٨٤.
٨ علم رواية الحديث: هو علم يبحث فيه عن كيفية اتصال الأحاديث بالرسول -صلى الله عليه وسلم- من حيث أحوال رواتها ضبطا وعدالة، ومن حيث كيفية السند اتصالا وانقطاعا وغير ذلك.

<<  <   >  >>