للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقبلها مني إلا هبته واعتقدت مودته، ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من عيني١، وعن أبي يوسف٢: يا قوم، أَرِيدوا بعلمكم الله، فإني لم أجلس مجلسا قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم، ولم أجلس مجلسا قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا أقم حتى أُفْتَضَح٣.

ومنها: أن يكون كل منهما قوي اليقين، الذي هو رأس مال الإيمان كله، قال صلى الله عليه وسلم: "اليقين الإيمان كله"٤، وقال صلى الله عليه وسلم: "تعلموا اليقين"٥.

ومنها: أن يحافظ٦ على القيام بشعائر الإسلام، وظواهر الأحكام كإقامة الصلوات في مساجد الجماعات، وإفشاء السلام للخواص والعوام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى بسبب ذلك، صادعا بالحق عند السلاطين باذلا نفسه لله، لا يخاف فيه لومة لائم، ذاكرا قوله تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: ١٧] .

وكذلك يقوم٧ بإظهار السنن، وإخماد البدع، ويقوم لله في أمور الدين وما فيه من مصالح المسلمين على الطريق المشروع، والمسلك المطبوع، ولا


١ صفوة الصفوة ٢/ ٢٥١، وكتاب العلم للنووي ص٨٧.
٢ هو أبو يوسف القاضي، يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي البغدادي، صاحب الإمام أبي حنيفة، وتلميذه، وأول من نشر مذهبه: كان فقيها علامة، من حفاظ الحديث، ولد بالكوفة، وتفقه بالحديث والرواية، وكان واسع العلم بالتفسير والمغازي وأيام العرب، ولي القضاء ببغداد أيام المهدي والهادي والرشيد، ومات في خلافته ببغداد سنة ١٨٢هـ، وهو على القضاء. وفيات الأعيان ٦/ ٣٧٨، والسير ٨/ ٤٧.
٣ كتاب العلم للنووي ص٨٧-٨٨، فيض القدير ٣/ ٢٧٤.
٤ المصنوع للقاري ١/ ٢١٨، تغليق التعليق لابن حجر العسقلاني ٢/ ٢١، كشف الخفاء ٢/ ٥٥٥، وفيه: "قال الصغاني: موضوع كما نقله عن القاري".
٥ حلية الأولياء ٦/ ٩٩، وإتحاف السادة المتقين ١/ ٤٠٩، وتخرج الإحياء ١/ ٧٢، وكنز العمال حديث رقم ٧٣٣٧.
٦ أي: يحافظ كل منهما.
٧ أي: كل من العالم والمتعلم.

<<  <   >  >>