للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رحمتك، وانشر علينا رحمتك، وعن سنيد١ قال: من أحب ألا ينسى شيئا فليقل: {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: ٣٢] وقال بعض الصالحين: إذا قرأت شيئا ثم قمت عنه فقل: اللهم إني أستودعك ما قرأته فاردده عليَّ وقت حاجتي إليه، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم٢.

وغسل الرأس يزيد في الحفظ، وتركه ينقص من الحفظ، ومن أراد أن يحفظ العلم فعليه بخمس خصال: صلاة الليل ولو ركعتين، والدوام على الوضوء، والتقوى في السر والعلانية، وأن ينوي بأكله القوة على الطاعة، والسواك في كل صلاة وعند تغير الفم، ومن كتب آية الكرسي في كفه اليسرى بيده اليمنى سبع مرات بزعفران في كل مرة يلحسها بلسانه لم ينسَ شيئا أبدا، ومن قال أربعين مرة مساء: اللهم اجعل نفسي نفسا طيبة طائعة حافظة تؤمن بلقائك وتقنع بعطائك، وترضى بقضائك لم ينس شيئا أبدا، ومن قال عند رفع ما يقرأه: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عدد كل حرف كتب ويكتب أبد الآبدين ودهر الداهرين، فإنه لا ينسى منه شيئا أبدا، ومما يفيد للحفظ قولك عقب كل صلاة: آمنت بالله الواحد الأحد، الحق المبين لا شريك له وكفرت بما سواه. انتهى.


١ هو أبو علي المحتسب، سُنيد، اسمه: الحسين بن داود المصيصي: الإمام الحافظ، محدث الثغر، صاحب التفسير الكبير، قال ابن ناصر الدين: "أحد أوعية العلم والأثر، تكلم فيه أحمد وغيره، ووثقه ابن حبان والخطيب البغدادي". توفي في سنة ٢٢٦هـ. السير ١٠/ ٦٢٧، تهذيب التهذيب ٤/ ٢٤٤، وطبقات الحفاظ ٢٢٤.
٢ وتقدم إذا قرأ كل يوم سبعا من القرآن لم ينسه أبدا، وذكر ابن الحاج في مدخله: أن من قرأ ما يحفظه في صلاته لم ينسه أبدا.

<<  <   >  >>