للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على قرب وقوع خبرها، فمعنى "كادت الشمس تغيب" قَرُبَ غياب الشمس، وهلم جرًّا؛ ومن أجل ذلك تسمى هذه الأفعال الثلاثة "بأفعال المقاربة".

أُنظر إلى أمثلة الطائفة الثانية تجد الأفعال "عَسَى، وحَرَى، واخْلَوْلَقَ" تدل على رجاء حصول خبرها، فمعنى "عسى الضيق أن ينفرج" أرجو انفراج الضيق، وهكذا. ومن أجل ذلك تسمى هذه الأفعال الثلاثة "بأفعال الرجاء".

تأمل بعد ذلك أمثلة الطائفة الأخيرة تجد الأفعال "شَرَعَ وأَنْشَأَ وأَخَذَ" يدل كل منها على الابتداء، والشروع في العمل الذي يدل عليه الخبر، فمعنى "شرع الطفل يبكي" ابتَدأَ الطفلُ البكاء؛ ومن أجل ذلك تسمى هذه الأفعال "بأفعال الشروع" ومثل هذه الأفعال الثلاثة في معناها وعملها "طَفِقَ, وجَعَلَ, وعَلِقَ, وقَامَ, وأَقْبَلَ, وهَبَّ".

ارجع إلى الأمثلة جميعها مرة أخرى، وتأمل خبر هذه الأفعال، تجده دائماً جملة فعلية فعْلها مضارع، وإذا تدبرت هذا المضارع من حيث اقترانه بأنْ وتجرده منها، وجدته قد أتى مجرداً في كاد وكرب، وفي أفعال الشروع، غير أن هذا التجرد كثير في كاد وكرب، وواجب في أفعال الشروع، ووجدته قد أتى مقترناً بها في أوشك وعسى وحرى واخلولق، غير أن هذا الاقتران كثير في الفعلين الأولين، وواجب في الفعلين الأخيرين، ومن ذلك ترى أن خبر هذه الأفعال لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع، وأن هذا المضارع من حيث التجردُ من أَن والأقترانُ بها على أربعة أقسام.

القواعد:

٦٣- من الأفعال التي تَعْمَلُ عَمَلَ كانَ:

أ- أَفْعَالُ الْمُقَارَبَةِ وَهِيَ: كادَ، وكَرَبَ، وَأَوْشَكَ، وَتَدُلُّ على قرب وقوع الْخَبَرِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>