للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحوه, فكل منها مفعول به للفعل المحذوف، أما كلمة "العمل" الثانية فتوكيد لفظي.

وأما كلمة "العزم" فمعطوفة على الجدِّ، ويجب حذف الفعل إذا كان الاسم مكررا أو معطوفاً عليه.

انظر إلى أمثلة القسم الثاني، تجد أنها مضادَّة لأمثلة القسم الأول في الغَرَض؛ لأن الأول حَثٌّ وإغراء بأمر محمود، وهذا تخويف وتحذير من أمر مكروه.

وإذا سألت عن إعراب الأمثلة الثلاثة الأولى من هذا القسم، علمت أن الأسماء الأولى منصوبة بفعل محذوف تقديره في المثالين الأولين "احْذَرْ"، وفي المثال الثالث "باعد" يدك "واحذر" المداد.

ويجبُ حذفُ الفعل هنا كما في أمثلة القسم الأول، إذا كان الاسم مكررا أو معطوفاً عليه.

وإذا تأملت الأمثلة الثلاثة الباقية؛ رأيت أنها مبدوءة بالضمير "إيَّا" وهو المحذَّر، ورأيت المحذَّر منه وهو الاسم التالي لإيَّا إما معطوفاً، وإما مجروراً بمنْ, وإما مَصْدَراً مؤولاً، وقد تكرر "إيَّا" في كل حال من هذه الأحوال الثلاث، ومن ذلك تعرف أن للتحذير تسعَ صُور، منها ثلاث تشبه صور الإغراء، وست مبدوءَة بإيَّا١.

وأقل الوجوه تكلفاً في إعراب الأمثلة المبدوءة بإيَّا أن تقول في تقدير المثال الأول: "إياكم" "باعدوا" و"احذروا" فإِياكم مفعول به في محل نصب


١ يجيز بعض النحاة أن يجيء الاسم الصريح بعد "إيا" غير مسبوق بمن أو بالواو، نحو: إياك النميمة، ويقدرونه هكذا إياك "احذر" النميمة، ويعرب إياك مفعولا أول للفعل المحذوف, والنميمة مفعولا ثانيا؛ لأن "احذر" ينصب مفعولين، وعلى هذا تكون صور التحذير إحدى عشرة، منها ثمانٍ مبدوءة بإيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>