للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن من الحلْم ذُلاًّ أنت عارفه ... والحلمُ عنْ قدرة فضلٌ مِن الكَرَم١

لا تَرْجِع الأنفسِ عن غَيِّها ... ما لم يكن منها لها زاجرُ٢

وما الخوف إلا ما تَخَوَفه الفتى ... ولا الأمن إِلا ما رآه الفتى أمْنا

وفي غابر الأيام ما يَعِظ الفتى ... ولا خير فيمن لم تَعِظه التجارب٣

ومَنْ رَعَى غنماً في أرضِ مسبعةٍ ... وَنام عنها توَلَّى رَعيها الأسد٤

وحَمْدك المرء ما لم تَبْلُه خطأ ... وَذمُّك المرء بعد الحمد تكذيب٥

شَرُّ البلاد بلاد لا صديق بها ... وَشر ما يَكْسب الإنسان ما يَصم٦

وعاجز الرأي مضياع لفرصته ... حتى إذا فات أمر عاتب القدرا٧

وعين الرِّضا عن كل عيب كليلة ... وَلَكن عين السُّخط تُبْدي المَساويا٨

وما النفس إلا حيث يَجْعلها الفتى ... فإن أهمِلَتْ تاقت وإلا تَسَلَّت٩


١ فضْل مِن الكَرَم أي: شعبة منه.
٢ الغي: الضلال، والزجر: المنع والنهي.
٣ الغابر: الماضي.
٤ أرض مسبعة أي: أرض ذات سباع.
٥ الحمد: الثناء, وتبله: تجربه.
٦ يصم: يعيب.
٧ عاجز الرأي: ضعيف، والمضياع: كثير الإضاعة.
٨ الرضا والسخط ضدان، وكليلة أي: ضعيفة عاجزة، يقال: كَلَّ البصر, إذا نبا عن الشيء فلم يبصره، وتبدي المساويا: تظهر العيوب.
٩ تاقت النفس إلى الشيء: اشتاقت إليه، ومعنى تسلت: نسيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>