للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من النادر جدا أن نجد "النوع الصوتي"١ الذي تظهر "آثاره الصوتية"٢ "في رسم الأسيولوجراف، أو على الأسطوانة" ممثلة بموجات متتابعة نفس التتابع.

ولكن تقسيم سلاسل الكلام إلى "أقسام"، أو "قطع" أو "عناصر" نسميها "الأصوات الكلامية" أمر ملائم لتحقيق أغراض الدراسة اللغوية.

١- نعم، إن مواضع الفصل بين الأصوات الكلامية المتتابعة تدل عليها أحيانا تغيرات حادة بارزة في نماذج الآثار الصوتية. ولكن الأغلب أنها "أي مواضع الفصل ... " لا تظهر بوضوح في أمثال هذه الآثار الصوتية.

والواقع أنه قد ثبت أن ما نسميه في الدراسات اللغوية "الصوت الكلامي" لا وجود له من وجهة نظر الطبيعة "الفيزياء"، كما ثبت أنه إذا ولي عنصر من العناصر التي نسميها "الصوت الكلامي" عنصرا آخر، فالأغلب أنهما يتداخلان تدريجيا. فقد اتضح أن خواص ما نسميه "الصوت الكلامي" تبدأ عادة في الظهور قبل أن ينتهي "الصوت الكلامي" السابق له، وأنهما يستمران في إظهار خواصهما بعد أن يبدأ الصوت التالي.

ولكن ثمة جزءا "متميزا" من "الصوت الكلامي" يعترف بوجوده علم الطبيعة، ولكن هذا الجزء لا يستغرق عادة وقتا يذكر.

ومع ذلك فالتصور الخاص "بالسلاسل الكلامية" تصور لا يمكن الاستغناء عنه في البحوث اللغوية.

٢- وهذا التصور تبرره الطرق التي يحدث بها الكلام. فالكلام نتيجة أحداث معينة يقوم بها جهاز النطق. فالشفتان واللسان ... إلخ، تتخذ مواضع مختلفة، أو تقوم بحركات مختلفة متتابعة، وهذه الأوضاع والحركات يمكن أن توصف، وأن تصنف. وفيما يلي ترجمة حرفية لشيء من كلام دانيال جونز في هذا الشأن:

قال دانيال جونز٣:

"أما كون الانتقال من صوت كلامي إلى صوت يليه في سلسلة كلامية يتم عادة تدريجيا، فأمر لا وزن له من وجهة النظر اللغوية. لقد أدرك


١ Type of Sound.
٢ Sound Tracks.
٣ The Phonome p. ٢.

<<  <   >  >>