للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و"دق الرقبة" ... إلخ. ولا شيء من ذلك يحدث، ولا يعتبر هذا في نظر "القضاء" مثلا شروعا في القتل حقا.

٢- ومن الملاحظ أن الملابس الخاصة كثيرا ما تتغير الأسماء الدالة عليها، وما ذلك إلا لأن الاسم الأول يصيبه "الابتذال" وتتعفف عنه الجماعة في جيل من الأجيال فتصطنع اسما آخر له، ثم يصيب الثاني ما أصاب الأول وهكذا. ومن أشهر الأمثلة على ذلك أن كلمة Shirt الإنجليزية أصبحت "غير محترمة" في وقت من الأوقات فحل محلها كلمة Chemise المستوردة من فرنسا ليستر وراءها الإنجليز رقتهم أو خجلهم، وكلمة Chemise يحل محلها أحيانا كلمة Combination، أو أنها تستبعد كلية.

و"البنطلون" كان يسمى بالإنجليزية في وقت من الأوقات breaches ثم حلت محل هذه الكلمة كلمة مستعارة هي Pantaloons، ثم اختصرت هذه إلى Pants، وأخيرا قضى على هذه الكلمة trousers.

٣- وبعد التغيرات الكبيرة الاجتماعية والسياسية التي شهدتها أوروبا في العصر الحديث فقد كثير من ألقاب الطبقة العليا ما كان لها من بريق نتيجة تعلقها بالنظام الإقطاعي وبالسيادة بوجه عام، وشاع إطلاق كثير من هذه الألقاب على الأشخاص العاديين وذلك مثل Sir و Lady في الإنجليزية، و Monsieur و Ma dame في الفرنسية، Herr و Frau في الألمانية و Senor و Senora في الإيطالية.

وبعد إلغاء الألقاب في مصر الحديثة وتلقيب المواطنين جميعا بلقب "السيد" أصاب الخمول الألقاب القديمة ذات العظمة والبريق مثل "الأمير" و"صاحب السمو الأمير" و"الباشا" و"البك" و"الأفندي"١ إلخ.

٤- والموضوعات المثيرة للاشمئزاز والنفور تضفي على ألفاظها ظلالا من الضعة والانحطاط، وتميل الجماعة الكلامية عادة إلى هجر الكلمات الدالة على هذه الموضوعات إلى سواها، ومن ذلك في العربية التغيير المتتابع للكلمة الدالة على "المرحاض".


١ انظر كتابنا اللغة والمجتمع: رأي ومنهج ص٤٨، ٤٩.

<<  <   >  >>