للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتصل؟ هذا كله، وكثير غيره لا بد من إدراكه قبل الشروع في وصف أية لغة من اللغات. من المحال إذا دراسة بنية الكلمة دون التحقيق الصوتي للعناصر المكونة للكلمات، كما أن دراسة "نظم"١ الكلام قاصرة ما لم يراع فيها دراسة الصور التنغيمية٢ مثلا. والدراسة الدلالية٣، أي دراسة المعاني لا يمكن أن تثمر ما لم ترتكز على دراسة الصور الصوتية والتنغيمية.

٢- ولأفصِّل شيئا ما في بيان كيف أن الدراسة الصوتية جزء أصيل من دراسة المعنى. قد تكون "الفونيمات" المكونة لكلمة مطابقة للفونيمات المكونة لأخرى، أي قد تتطابق كلمتان من حيث الوحدات الصوتية الصغرى المكونة لكل منهما، ولكنا نجد أن موضع "الارتكاز"٤ في هذه الكلمة غير موضع الارتكاز في تلك، أو أن إحداهما تنطق بارتكاز في موضع والثانية بلا ارتكاز واضح، ومعنى هذه غير معنى تلك، ومن ذلك في الإنجليزية كلمتا Re,cord و Record: ففونيمات الأولى هي فونيمات الثانية ولكن بينهما خلافا في موضع الارتكاز، فالارتكاز في إحداهما على المقطع الأول، وفي الثانية على المقطع الثاني، وإحدى الكلمتين اسم والثانية فعل. ومعنى هذا أن الارتكاز قد يستعمل استعمالا وظيفيا للتفريق بين المعاني.

والأمثلة كثيرة على أن الكلمة الواحدة تدل على أكثر من معنى دون تغيير يلحق بفونيماتها، ولكن بسبب الاختلاف في التنغيم٥. وقد يضاف إلى الاختلاف في التنغيم أحيانا الاختلاف في موضع الارتكاز، أو تغيير طول الأصوات الصائتة، أو هذان معا، أو غير ذلك. من هذا كلمة "الله" في العامية المصرية: فهي تنطق بصور كثيرة لكل منها معناها، فأنا عندما أستعملها مريدا إظهار الإعجاب أنطق بها بصورة تختلف عن نطقي إياها عندما أريد التعبير بها عن المعبود الواحد، وأنطقها بصورة مخالفة لهاتين عندما أريدها مرادفا لـ"أيصح هذا؟ أنفعل هذا؟ " فهذه كلمة واحدة من الناحية الفونيمية، ولكن كلا من هذه الصور


١ Syntax.
٢ lntonational Forms.
٣ Semantic Study.
٤ Stress.
٥ lntonation.

<<  <   >  >>