للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم يعطه شيئاً، وكان له كاتب فتحيل في خمسين درهماً فأعطاها له، فلما سمع الوزير بذلك طرده، وقال له: من أنت حتى تحمل نفسك هذا وتعطيه قال: فوالله ما لبث إلا قليلاً حتى مات الوزير، وتزوج الكاتب بزوجته، وسكن في داره، وتخول في نعمته، فحملني ذلك على أن كتبت بالفحم في حائط داره:

أيا دار قولي أين ساكنك الذي ... أبى لؤمه أن يترك الشكر خالدا

تسمّى وزيراً والوزارة سبّةٌ ... لمن قد أبى أن يستفيد المحامدا

وولّى ولكن ليس يبرح ذمّه ... فها هو قد أرضى عدوّاً وناقدا

وأضحى وكيلٌ كان يأنف فعله ... نزيلك في الحوض الممنّع واردا

جزاءً بإحسانٍ لذا وإساءةٍ ... لذاك، وساعٍ ورّث الحمد قاعدا والمثل السائر في هذا " ربّ ساعٍ لقاعد ".

٢٠ - وقال سليمان بن المرتضى بن محمد بن عبد الملك بن الناصر، وكان في غاية الجمال، ويلقب بالغزال:

قدم الربيع عليك بعد مغيب ... فتلقّه بسلافةٍ وحبيب

فصلٌ جديدٌ فلتجدّد حالةً ... يأتي الزمان بها على المرغوب

الجوّ طلقٌ فالقه بطلاقةٍ ... وإذا تقطّب فالقه بقطوب

لله أيامٌ ظفرت بها ومن ... أهواه منقادٌ بغير رقيب وله:

لي في كفالات الرماح لو أنها ... وفّت ضمانٌ يبلغ الآمالا

وكّلت دهري في اقتضاء ضمانها ... ضناً به أن لا يحول فحالا وكان مولعاً بالفكاهة والنادر، محباً في الظرفاء، وكان يلتزم خدمته المضحك

<<  <  ج: ص:  >  >>