للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشهور بالزرافة، ويحضر معه، ولعبوا في مجلس سليمان لعبة أفضوا فيها إلى أن تقسموا اثنين اثنين،

كل شخص ورفيقه، فقال سليمان: ومن يكون رفيقي: فقال له المضحك: يا مولاي، وهل يكون رفيق الغزال إلا الزرافة فضحك منه على عادته. ودخل عليه وهو قاعد في رحبة قصره، وقد أطل عذاره، فقال له: ما تطلب الزرافة فقال: ترعى الحشيش، وأشار إلى عذاره، فقال له: اعزب لعنك الله!

ومر سليمان به يوماً وهو سكران، وقد أوقف ذكره وجعل يقول له: ماذا رأيت في القيام في هذا الزمان أما رأيت كل ملك قام كيف خلع وقتل والله إنك سيء الرأي، فقال له سليمان: وبم لقبت هذا الثائر فقال: يا مولاي بصفته القائم، فقال: ويحتاج إلى خاتم فقال: نعم ويكون خاتم سليمان، فقال له: أخزاك الله، إن الكلام معك لفضيحة.

٢١ - وقال سعيد بن محمد المرواني (١) ، وقد هجره المنصور بن أبي عامر مدة لكلام بلغه عنه، فدخل المجلس غاصٌ، وأنشد:

مولاي مولاي أما آن أن ... تريحني بالله من هجركا

وكيف بالهجر وأنى به ... ولم أزل أسبح في بحركا فضحك ابن أبي عامر (٢) على ما كان يظهره من الوقار، وقام وعانقه وعفا عنه، وخلع عليه.

وله:

والبدر في جوّ السماء قد انطوى ... طرفاه حتى عاد مثل الزورق


(١) قال الحميدي (٢١٤) اختلف علي في نسبه: فهو سعيد بن عثمان بن مروان القرشي المعروف بالبلينه وقيل: سعيد بن محمد، وقيل: سعيد بن مروان؛ ويقال له ابن عمرون؛ وانظر المغرب ١: ١٩٢ واليتيمة ٢: ٥٤ وكتاب التشبيهات.
(٢) ضحك ابن أبي عامر لأن سعيدا كان يلقب " البلينه " أي الحوت وقد ماثل بقوله " ولم أزل أسبح ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>