للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجذع حنّ حنين صبّ مغرم ... أضحى للوعات الفراق غريما

جلّت مناقب خاتم الرّسل الذي ... بالنّور ختّم والهدى تختيما

وسمت به فوق السماء مراتب ... بمقام صدق عزّ فيه مقيما

فله لواء الحمد غير مدافع ... وله الشفاعة إذ يكون كليما

نرجوه في يوم الحساب، وإنّما ... نرجو لموقفه العظيم عظيما

ما إن لنا إلاّ وسيلة حبّه ... وتحية تذكو شذاً وشميما

ولخير ما أهدى امرؤ لنبيّه ... أرج الصلاة مع السلام جسيما

يا أيّها الراجون منه شفاعةً ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما وهذه قصيدة بديعة مخمسة من كلام الشيخ الأستاذ أي العلاء إدريس بن موسى القرطبي (١) في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقف عليها أبو عبد الله ابن الجنان المذكور وقرّظها بما سنذكره بعدها قريباً، وهي:

أهلاً بكم يا أهل هذا النادي ... أهل اعتقاد الوعد والميعاد

أهدوا الصلاة إلى النبي الهادي ... وصلوا السلام له مع الآياد يندى نسيماً مذكراً تسنيما ...

هو أول الشفعاء يوم المحشر ... وسواه بين تقدّم وتأخّر

بهت الحضور لهول ذاك المحضر ... والكلّ في الخطب العميم الأكبر قد هيّمت ألبابهم تهييما ...

ذاك المقام الأشهر المحمود ... هو للنبيّ محمّد موعود

فيه الشفاعة ذخرها موجود ... درك المراد وحوضه المورود فضل الكليم به وإبراهيما ...


(١) هو إدريس بن محمد بن محمد بن موسى الأنصاري القرطبي، مال إلى العربية والآداب وأقرأ ذلك بقرطبة إلى أن تملكها الروم فخرج إلى سبتة وأقرأ هنالك؛ وكانت له مشاركة في النظم والنثر مع غلبة الانقباض عليه والصلاح؛ توفي آخر سنة ٦٤٧ (التكملة: ١٩٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>