للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبق إلا فتحها، فخرجت إليه والدة الأذفونش وبناته ونساؤه وبكين بين يديه، وسألنه إبقاء البلد عليهن، فرقّ لهن ومنّ عليهن بها، ووهب لهن من الأموال والجواهر ما جلّ، وردّهنّ مكرماتٍ، وعفا بعد القدرة، وعاد إلى قرطبة، فأقام شهراً يقسم الغنائم، وجاءته رسل الفنش بطلب الصلح، فصالحه، وأمّن الناس مدّته، وفيه يقول بعض شعراء عصره:

أهلٌ بأن يسعى إليه ويرتجى ... ويزار من أقصى البلاد على الرّجا

من قد غدا بالمكرمات مقلّداً ... وموشّحاً ومختّماً ومتوّجا

عمرت مقامات الملوك بذكره ... وتعطّرت منه الرّياح تأرّجا [بين صلاح الدين ويعقوب الموحدي]

وهو الذي (١) أرسل له السلطان صلاح الدين (٢) بن أيوب شمس الدين بن منقذ يستند به على الفرنج الخارجين عليه بساحل البلاد المقدّسة (٣) ، ولم يخاطبه بأمير


(١) هذه رواية ج؛ وفي ق: ولما تغلبت الفرنج على الساحل أرسل السلطان؛ وفي ط: أرسل ... ألخ؛ وفي ك: ولما أرسل ...
(٢) في الروضتين: شمس الدولة؛ واسمه عبد الكريم (انظر مقدمة ابن خلدون: ٦٣١) .
(٣) لدينا من الكتب التي رسلها صلاح الدين للخليفة الموحدي المنصور كتاب تاريخه سنة ٥٨٥ من إنشاء الفاضل، وفيه يسجيشه على الفرنج أثناء قتاله معهم حول عكا (صبح الأعشى ٦: ٥٢٦ - ٥٣٠) يلقبه فيه بأمير المؤمنين، يتلوه كتاب ثان في ٢٧ شعبان سنة ٥٨٦ بقلم الفاضل أيضاً إلى شمس الدين بن منقذ (الروضتين ٢: ١٧٠) يطلب فيه المعاونة بإرسال قطع من الأسطول المغربي أثناء حصار الفرنج لعكا، ويحتوي التعليمات الموجه بها شمس الدين، ثم خطاب مرسل إلى المنصور (الروضتين ٢: ١٧١) وهو الذي يشير إليه المقري وبدايته " من الفقير إلى رحمة ربه يوسف بن أيوب " (وتاريخه شعبان سنة ٥٨٦) ؛ وهناك كتاب للقاضي الفاضل رفعه إلى صلاح الدين (الروضتين ٢: ١٧٤) وهو يحاول فيه أن يقنع صلاح الدين بقبول صيغة " من الفقير إلى الله تعالى " ويستقبح أن يكتب " الخادم "؛ ومن رأي الفاضل أن لا تتم المكاتة لأن الجواب عنها يستغرق سنتين وفي هذه المدة " فما يتخلى الله عنا ولا تستمر هذه الشدة ولا نسيء الظن بالله ". وأثناء مقام ابن منقذ في المغرب أرسل إليه كتاب يشرح فيه أخبار القتال حو مكا (الروضتين ٢: ١٨٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>