للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الذات في المثال الأول, إذ ليس من شك اليقين أن إعدام الرقبة إعدام للذات, فلا يصح حينئذ إطلاق اليد أو الرجل أو الأذن على الإنسان مجازًا مرسلًا؛ لأنها إجراء لا يستلزم انتفاؤها انتفاء الإنسان عادة.

الثاني: أن يكون للجزء مزيد اختصاص بالمعنى المقصود من الكل, كما في إطلاق العين على الرقيب في المثال الثاني, فإن المعنى المقصود من الرقيب هو الاطلاع والتجسس, ولا شك أن للعين مزيد اختصاص في تحقق هذا المعنى؛ إذ بانعدامها ينعدم معنى الرقابة, فإطلاق الإذن مثلا على الرقيب مجازًا مرسلًا لا يحسن، إذ ليس لها مزيد اختصاص بالمعنى المقصود من الرقيب.

الثالث: أن يكون الجزء أشرف بقية الأجزاء, كما في إطلاق القافية على القصيدة في المثال الثالث؛ إذ لا ريب أن القافية هي الأساس الذي تبنى عليه القصيدة, فهي إذًا أشرف التفاعيل وأولاها بالاعتبار, فلا يجوز إطلاق أي جزء آخر من أجزاء البيت على القصيدة مجازًا مرسلًا، إذ ليس له من الاعتبار ما للقافية.

٧- الحالية: أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور حالا في المعنى المراد, كقوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ} أي: ففي جنة الله, فقوله: {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ} مجاز مرسل علاقته الحالية؛ إذ إن رحمة الله بمعنى نعمه وآلائه حالة في جنته, والقرينة استحالة ظرفية الرحمة بمعناها الحقيقي. ومثله قول الشاعر:

قل للجبان إذا تأخر سرجه ... هل أنت من شرك المنية ناجي؟

يريد: إذا تأخر فرسه، أي: تقاعس ورجع إلى خلف خوفًا وجبنًا, "فسرجه" مجاز مرسل علاقته الحالية؛ لأنه حال فوق ظهر الفرس.

٨- المحلية: هي أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور محلا للمعنى المراد, كقوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} ١ أي: أهل النادي، ففي {نَادِيَهُ}


١ نادي القوم: مجتمعهم كالمنتدى.

<<  <  ج: ص:  >  >>