للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"فيحيا" الأول فعل مضارع, والثاني اسم علم على الممدوح, وكقول بعضهم:

إذا رماك الدهر في معشر ... قد أجمع الناس على بغضهم

فدارهم ما دمت في دارهم ... وأرضهم ما دمت في أرضهم

والشاهد في البيت الثاني, فإن كلا من "دارهم وأرضهم" في الأول فعل أمر، وفي الثاني اسم.

ومثال الاسم مع الحرف قولهم: "رب رجل شرب رب رجل آخر" "فرب" الأولى حرف جر والثانية اسم للعصير المستخرج من العنب.

ومثال الفعل مع الحرف قولك: علا محمد -عليه الصلاة والسلام- على جميع الأنام "فعلا" الأول فعل ماضٍ بمعنى ارتفع, والثاني حرف جر.

والمركب: أن يكون كلا اللفظين أو أحدهما مركبًا.

فالأول -وهو ما يكون اللفظان مركبين- كقول الشاعر:

فلم تضع الأعادي قدر شاني ... ولا قالوا: فلان قد رشاني

فاللفظ الأول مركب من القدر والشأن, والثاني مركب من "قد" الحرفية ومن الفعل المشتق من الرشوة, ويسمى هذا النوع جناسًا ملفقًا.

والثاني -وهو ما يكون أحد اللفظين فيه مركبًا- أنواع ثلاثة: مرفو، ومتشابه، ومفروق.

فالمرفو١: ما كان اللفظ المركب فيه مركبًا من كلمة, وجزء كلمة كقولهم: "أهذا مصاب أم طعم صاب" فاللفظ الأول مفرد؛ إذ هو "اسم مفعول" من "أصاب" والثاني مركب من كلمة هي لفظ "صاب" بمعنى العلقم وجزء كلمة وهو "الميم" من طعم.

والمتشابه٢: ما كان اللفظ المركب فيه مركبًا من كلمتين، مع اتفاق اللفظين في الخط كقول الشاعر:

إذا ملك لم يكن ذا هبة ... فدعه فدولته ذاهبة


١ سمي "مرفوا" أخذا من قولهم: رفأ الثوب, إذا جمع ما تمزق منه بالخياطة, وكأننا أخذنا الميم من "طعم" ورفأنا بها "صاب" فصارت: "مصاب".
٢ سمي بذلك؛ لتشابه اللفظين في الخط.

<<  <  ج: ص:  >  >>