للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- قلة الثقة بالقرينة لضعفها. مثال ذلك أن تقول: "أبو الطيب نعم الشاعر" فتذكر المسند إليه إذا سبق لك ذكر أبي الطيب، وطال عهد السامع به، أو ذكر معه كلام في شأن غيره.

٣- التعريض بغباوة السامع، وأنه لا يفهم إلا بالتصريح لقصد إهانته وتحقيره كما تقول لسامع القرآن: "القرآن كلام الله" فتذكر المسند إليه تعريضًا بغباوة السامع، وأنه لا يفهم إلا بالقول الصريح لغرض امتهانه، والازدراء به.

٤- زيادة إيضاح المسند إليه: وتقريره في نفس السامع كما تقول: "هؤلاء كتبوا، وهؤلاء أفادوا" فقد ذكر المسند إليه وهو "اسم الإشارة" الثاني، مع الاستغناء عنه "باسم الإشارة" الأول لقصد زيادة إيضاحه وتقريره، وأن هؤلاء الذين ثبتت لهم الكتابة هم أنفسهم الذين ثبتت لهم الإفادة, قيل ومنه قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} فذكر المسند إليه الذي هو "اسم الإشارة" الثاني لزيادة الإيضاح والتقرير على ما بيننا١.

٥- إظهار تعظيمه أو تحقيره إذا كان اللفظ مما يفيد معنى التعظيم أو الحقارة، كأن يسألك شخص: هل رجع خالد؟ فتقول: رجع الشجاع المقدام، أو الجبان الرعديد، فتذكر المسند إليه في الأول تعظيمًا له، وتذكره في الثاني إهانة له وتحقيرًا.

٦- التيمن والتبرك بذكره، لأنه مجمع اليمن والبركات كقولك "نبينا قال كذا وكذا" فتذكره تيمنًا وتبركًا به.

٧- التلذذ بذكره: كقولك: "الله ربي" و"محمد نبيي", وكقولك: "الحبيب قادم" فتجري ذلك على لسانك لقصد التلذذ١ بسماع هذه الألفاظ.

٨- بسط الكلام وإطالته, وذلك في مقام يكون إصغاء السامع فيه مطلوبًا للمتكلم لخطر مقامه، لقربه من قلب المتكلم، ولهذا يطال الحديث


١ غير أن التمثيل بها نظرًا إذ ليست من قبيل ما نحن فيه، لأننا لو حذفنا اسم الإشارة الثاني لم يكن المسند إليه محذوفا؛ لأن "المفلحون" جملة مركبة من مسند ومسند إليه, وهي إما معطوفة على خبر اسم الإشارة الأول, أو معطوفة على جملة: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} , وعلى الاحتمالين لا حذف للمسند إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>