للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمثال قصر الصفة على الموصوف من الحقيقي حقيقة قولك: "لا إله إلا الله" ففيه قصر صفة الألوهية على ذات الله "سبحانه" قصرًا حقيقيًا حقيقة وهو ظاهر، ومثله قولك: "ما خطيب في البلد إلا علي" إذا لم يكن في البلد خطيب سواه, ومثله من الحقيقي ادعاء قولك "ما عادل إلا عمر" ففيه قصر صفة العدالة على "عمر" قصرًا حقيقيًا ادعائيًا لأنها توجد في غيره ولكنها في "عمر" أكمل منها في سائر الأفراد، فاعتبر كأن لم يكن عادل سواه ومثاله من القصر الإضافة قولك: "ما أديب إلا إبراهيم": أي لا أحمد مثلًا، ففيه قصر الأدب على إبراهيم قصرًا إضافيًا، أي بالإضافة إلى "أحمد" فقط.

ومثال قصر الموصوف على الصفة قصرًا حقيقيًا قولك: "ما علي إلا تاجر" تريد قصره على صفة التجارة، وأن لا صفة له غيرها، وهذا النوع من القصر لا يكاد يوجد لتعذر الإحاطة بصفات الشيء، حتى يمكن إثبات شيء منها، ونفي ما عداه، وحينئذ فالتعويل في مثل هذا النوع على قصد المبالغة، بمعنى عدم الاعتداد بصفة غير الصفة المقصور عليها، فيكون من قبيل القصر الحقيقي الادعائي, ومثاله من القصر الإضافي قولك: "ما شوقي إلا شاعر" أي إلا خطيب مثلًا، تريد قصره على صفة الشعر، بحيث لا يتجاوزها إلى الخطابة.

تقسيم القصر باعتبار حال المخاطب:

ينقسم القصر بهذا الاعتبار إلى ثلاثة أقسام: قصر قلب، قصر أفراد, قصر تعيين.

فقصر القلب: ما يخاطب به من يعتقد عكس الحكم الذي أثبته المتكلم, مثاله في قصر الصفة على الموصوف قولك: "ما نابه إلا أحمد" ردًّا على من اعتقد أن النابه محمود لا أحمد, ومثاله في قصر الموصوف على الصفة قولك: "ما علي إلا بطل" ردًا على من اعتقد اتصافه بالجبن، دون البطولة وسمي: قصر قلب لقلب الحكم على المخاطب.

وقصر الإفراد: ما يخاطب من يعتقد الشركة, مثاله في قصر الصفة على الموصوف قولك: "ما نبيل إلا فؤاد" ردًا على من اعتقد اشتراك عباس معه في هذه الصفة، ومثاله في قصر الموصوف على الصفة: "ما فؤاد إلا كاتب" ردًا على من اعتقد اتصافه بالكتابة والشعر, وسمي قصر أفراد لقطع الشركة التي اعتقدها المخاطب.

<<  <  ج: ص:  >  >>