للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحال, فإذا قيل: "افعل كذا" كان معناه افعله فورًا, كما هو الشأن في "الاستفهام والنداء", فالأول يقتضي فورية الجواب عن المستفهم عنه، والثاني يقتضي فورية إقبال المنادى, ولا يستفاد المتراخي إلا بقرينة. ا. هـ.

تنبيه:

كما أن مدلول صيغة الأمر لا يفيد الفورية، ولا التراخي عند خلو المقام عن القرائن -كما قدمنا- كذلك لا يفيد استمرار الفعل، ولا تكراره، فإذا أمر السيد عبده بالقيام مثلًا كان ممتثلًا بمجرد قيامه، ولا يقتضي ذلك أن يستمر قائمًا، أو أن يكرر القيام مرة بعد أخرى، ما لم تقم قرينة على ذلك. ا. هـ.

المعاني المجازية لصيغة الأمر:

تخرج صيغ الأمر عن معانيها الحقيقية إلى معان آخر مجازية. تفهم من سياق الكلام، وقرائن الأحوال؛ منها:

١- الدعاء: إذا استعملت الصيغة في مقام التضرع نحو {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ} .

٢- الالتماس: كقولك لندك سنًا ومقامًا: "اعطني هذا الكتاب".

٣- التهديد: إذا استعملت الصيغة في مقام عدم الرضا بالمأمورية كقوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير} ، وكقولك: "افعلوا ما بدا لكم", وإنما كان تهديدًا؛ لأن أمرهم بكل عمل شاءوا، أو بكل عمل بدأ لهم ليس مرغوبًا فيه.

٤- التعجيز: إذا استعملت الصيغة في مقام إظهار عجز المدعي كقوله تعالى: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} , وإنما كان تعجيزًا لأن الإتيان بسورة من مثله فوق مقدورهم، ومن التعجيز قول الشاعر:

يا لبكر انشروا لي كليبا ... يا لبكر أين أين الفرار

فالأمر هنا مراد به التعجيز، لأن المقصود به: إعادة الحياة لكليب، وذلك فوق مقدورهم، وخارج عن طوقهم.

٥- التسخير: إذا استعملت الصيغة في مقام يكون المأمور فيه منقادًا لما أمر به كقوله تعالى: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} .

٦- الإهانة: إذا استعملت الصيغة في مقام عدم الاعتداد بشأن المأمور كقوله تعالى: {كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} .

<<  <  ج: ص:  >  >>