للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمسئول عنه بهذه الهمزة١ هو ما يليها سواء أكان مسندًا إليه أم مسندًا أو شيئًا من المتعلقات كالمفعول، والظرف، والمجرور، والحال، ونحو ذلك فمثال ما ولى فيه "المسند إليه" الهمزة قولك: "أأنت أنشأت هذه القصيدة؟ ", إذا كنت تعلم بوقوع الفعل وهو "الإنشاء" ولكنك لا تدري فاعله أهو المخاطب أم غيره، وتريد بالسؤال تعيينه, ومثله "أعلي بنى هذه الدار؟ ", "أمحمد أقام هذه المصنع؟ ", "أإبراهيم خاط هذه القباء؟ ", فالمسئول عنه في هذه المثل هو "المسند إليه" إذ هو الذي ولي الهمزة.

ومثال ما ولي فيه "المسند" الهمزة قولك: "أأكرمت محمودًا"؟ إذا كنت تعلم أن فعلا من المخاطب تعلق "بمحمود"، ولكنك لا تدري أهو إكرام أم إهانة؟ وتريد بالسؤال تعيينه ومثال ما وليها "المفعول" قولك "أأياي قصدت؟ " إذا كنت تعلم بوقوع القصد من المخاطب، وتجهل عين المقصود وتريد بالسؤال تعيينه.

ومثال ما وليها "الظرف" قولك: "أيوم الجمعة قدمت؟ " إذا علمت بحصول القدوم، وجهلت زمنه, وقولك: "أعندكم أقام فلان؟ ", إذا علمت بحصول الإقامة، وجهلت مكانها, ومثال ما وليها الحال قولك: "أراكبا جئت؟ " ومثال ما وليها المجرور قولك: "أفي المسجد صليت؟ ". وهكذا فالمسئول عنه في هذه المثل وأشباهها هو ما ولي الهمزة كما رأيت.

تنبيهان:

الأول: يجوز أن يذكر بعد "همزة التصور"، وبعد حرف "أم" لفظ يناسب ما يليها أي مناسبة. ويسمي "معادلا" كما تقول في الأمثلة السابقة: "أأكرمت محمودًا أم أهنته"؟ فلفظ "أهنت" معادل "لأكرمت" وهما متناسبان من حيث التضاد, وتقول: "أأياي قصدت أم أخي؟ " فلفظ "أخي" معادل "لإياي" وهما متناسبان من حيث أن كلا مفعول "قصدت", وتقول: "أيوم الجمعة قدمت أم يوم الخميس؟ " فلفظ يوم الخميس معادل ليوم الجمعة، وهما متناسبان من حيث الظرفية, وتقول: "أراكبا جئت أم ماشيا" فلفظ "ماشيا" معادل "لراكبا" وهما متناسبان من حيث إن كلا حال مضادة لأخرى, وتقول: "أفي المسجد صليت أم في البيت؟ " فلفظ "البيت" معادل للمسجد من حيث أن كلا ظرف مكان للصلاة ... وهكذا, ويجوز حذفه كما تقدمت أمثلته. وتسمى "أم" هذه "متصلة" وهي لتعيين أحد المعادلين، بعد العلم بثبوت أصل الحكم.


١ وهي التي لطلب القصور.

<<  <  ج: ص:  >  >>