للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأول: عدم تداول الكلمة في لغة العرب الخلص، فيحتاج في معرفتها إلى بحث وتنقيب في معاجم اللغة إذ لا يذكرها من اللغويين إلا القليل.

فتارة يعثر على معناها بعد البحث كلفظتي "تكأكأتم وافرنقعوا" من قول عيسى بن عمر النحوي وقد سقط عن دابته، فاجتمع الناس حوله: "ما لكم تكأكأتم علي كتكأكئكم على ذي جنة, افرنقعوا" فمعنى "تكأكأتم" اجتمعتم، ومعنى "افرنقعوا" انصرفوا. يقول متعجبا: ما لكم اجتمعتم علي كاجتماعكم على ذي جنون, تنحوا عني. ومنه لفظ "رخاخ" بفتح الراء في قولهم: "نحن في رخاخ من العيش" أي: في سعة ورغد، ونحو "مسحنفرة" بمعنى متسعة في قول امرئ القيس: "رب طعنة مسحنفرة".

وتارة لا يعثر عليه بعد البحث كلفظ "جحلنجع" من قول أعرابي يسمى أبا الهميسع١: "من طمحة٢ صبيرها٣ جحلنجع" بجيم مفتوحة فمهملة ساكنة فلام مفتوحة فنون ساكنة فجيم مفتوحة فعين مهملة, ومثله "ترللج" بفتح فسكون ففتح فكسر.

فكل هذه الكلمات غير فصيحة؛ لأنها غريبة، غير ظاهرة المعنى لعدم تداولها, وذلك خلل واقع في المعنى.

الثاني: عدم استعمال الكلمة عند العرب الخلص بالمعنى الذي أريد منها، فيحتاج في معرفتها إلى تخريج على وجه بعيد كلفظ "مسرجا" في قول رؤبة بن العجاج٤:


١ بفتح الهاء والميم والسين وسكون الياء.
٢ الطمحة: النظرة.
٣ السحاب المتراكم.
٤ كان هو وأبوه العجاج رجازين مشهورين, لكل واحد منهما ديوان رجز ليس فيه سوى الأراجيز.

<<  <  ج: ص:  >  >>