للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأسد١. وهكذا يقال في كل استعارة, وكالمثال المذكور قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} أي: الدين الحق؛ استعير الصراط المستقيم للدين الحق، بعد إجراء التشبيه فيهما على نحو ما تقدم في المثال الذي قبله, ووجه الشبه أن كلا وسيلة إلى المطلوب, والاستعارة في المثالين تحقيقية، وهي ما كان المستعار له فيها محققا حسا كما في المثال الأول، أو عقلا كما في المثال الثاني.

أركان الاستعارة:

هي -كما يؤخذ من التعريف- ثلاثة: "المستعار منه"، وهو ذات المشبه به "كالحيوان المفترس" في المثال المتقدم؛ لأن اللفظ الموضوع له هو "أسد" أخذ منه وأعطي لغيره، فهو كالإنسان يستعار ثوبه ويعطى لغيره, "والمستعار له"، وهو ذات المشبه كالرجل الجريء؛ لأن اللفظ الذي لغيره أعطي له، فهو كالإنسان يستعار له الثوب من صاحبه، ويلبس إياه, "والمستعار" وهو لفظ "أسد"؛ لأنه أتي به من صاحبه، واستعير لغيره كاللباس المستعار من صاحبه للابسه، وثلاثتها هي أركان الاستعارة٢.


١ ويقدر أن الأسد موضوع لفردين, أحدهما متعارف وهو الحيوان المعروف, والآخر غير متعارف وهو الرجل الجريء.
٢ من هذا البيان يعلم أن التشبيه إنما يكون في المعاني, وأما الاستعارة ففي الألفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>