للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستعارة تفارق الكذب:

تفارق الاستعارة الكذب من جهتين:

الأولى: أن الاستعارة مبنية على التأويل، وهو دعوى دخول المشبه في جنس المشبه به, بأن يجعل أفراد المشبه به قسمين: متعارفا، وغير متعارف كما مر بيانه, أما الكذب فلا تأويل فيه.

الثانية: أن الاستعارة لا بد من نصب قرينة على إرادة خلاف الظاهر من اللفظ, أي: مانعة من إرادة المعنى الحقيقي للفظ، أما الكذب فلا تنصب فيه قرينة على إرادة خلاف الظاهر، بل إن قائله ليبذل كل جهده لترويج ظاهره١، وإظهار صحة باطله, وإذ لا بد للاستعارة من قرينة تميزها عن الكذب فهاك بيانها.


١ محل ذلك إذا كان الكاذب يعرف عدم مطابقة كلامه للواقع وقصد إظهار صحته، وأنه مطابق، لا أنه لم يقصد ذلك واعتقد صحته.

<<  <  ج: ص:  >  >>