للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٤٧- ((ألَا أُخبِرُكُم بِخيرِ النَّاسِ، وَشرِّ الناسِ؟ إنَّ مِنْ خَيرِ الناسِ رَجلٌ عَمِلَ فِي سَبيلِ اللهِ عَلَى فَرسِهِ، أو عَلَى بَعيرِهِ، أو عَلى قَدمَيهِ، حَتى يَأتيهِ المَوتُ وَهوَ عَلَى ذَلِكَ، وَإنَّ مِنْ شَرِّ الناسِ رَجُلٌ فَاجرٌ، جَرِيءٌ، يَقرأُ كِتابَ اللهِ وَلَا يَرعَوِي إلى شَيءٍ

مِنهُ)) . (١)

١٤٨- ((النَّفقةُ فِي الحَجِّ، مِثلُ النَّفقةِ فِي سَبيلِ اللهِ، الدِّرهَمُ سَبعِمائَةٍ)) . (٢)


(١) ١٤٧- ضعيف.
أخرجه النسائي (٦/ ١١-١٢) ، وأحمد (٣/ ٤١-٤٢، ٥٧-٥٨) ، والحاكم (٢/ ٦٧) ، والبيهقي (٩/ ١٦٠) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن حبيب، عن أبي الخير، عن أبي الخطاب، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام تبوك يخطب الناس، وهو مسند ظهره إلى راحلته فقال: ((ألا أخبركم ... . الحديث)) .
قال الحاكم: ((صحيح الإسناد)) وافقه الذهبي!!
قلت: هذا وهم لا سيما من الذهبي رحمه الله فانه ترجم لأبي الخطاب في ((الميزان)) (٤/٥٢٠) وقال: ((عن أبي سعيد، وعنه أبو الخير مرثد اليزني. مجهول)) .
وفي ((التهذيب)) : ((قال النسائي: لا أعرفه)) وكذا قال ابن المدني.
فالحديث ضعيف لجهالة أبي الخطاب عيناً وحالاً. والله أعلم. ... =
(٢) ١٤٨- ضعيف.
أخرجه أحمد (٥/ ٣٥٤-٣٥٥) ، والبخاري في ((الكبير)) (١/ ٢/ ٦٣) ، والبيهقي (٤/٣٣٢) من طرق عن عطاء بن السائب، عن أبي زهير الضبعي، عن عبد الله بن بريده، عن أبيه مرفوعاً.. فذكره.
وقد رواه عن عطاء منصور بن أبي الأسود وأبو عوانة وأبو حمزة السكري.
قلت: وهذا سند ضعيف لأمرين بل ثلاثة:
الأول: إن عطاء بن السائب كان قد اختلط، وهؤلاء الذين رووا عنه، أخذوا عنه بعد الاختلاط على ما هو ظاهر من ترجمته.

الثاني: إن أبا زهير الضبعي، واسمه زهير بن حرب مجهول الحال فقال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (١/ ٢/ ٢٤٩) : ((حرب. قال علي بن المدني: أراه أبا زهير الضبعي الذي روى عن ابن بريده، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في النفقة في الحج. روى عنه عطاء بن السائب واختلف عن عطاء فيه على وجوه شتى)) . أهـ‍.
وذكره ابن حبان في ((الثقات)) (٦/ ٢٣١ - ٢٣٢) .

الثالث: الاختلاف في سنده عن عطاء كما مر في كلام أبي حاتم الرازي. فرواه موسى بن أعين، عن عطاء، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة عن أبيه ... فذكره.
أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (ق ٩٧ / ١- زوائد المعجمين) .
فأدخل بين عطاء بن السائب، وابن بريدة: ((علقمة بن مرثد)) ورواية الجماعة عن عطاء أولى. والله أعلم.
وقد اختلف على حرب بن زهير فيه.
فأخرجه البزار (ج ٢/ رقم ١٦٦٤) من طريق عبد الرحمن بن مغراء، ثنا محمد بن أبي إسماعيل، ثنا حرب بن زهير عن أنس بن مالك قال: ((النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف)) .
كذا لفظه ولم يذكر النفقة في الحج.
قال البزار: ((لا نعلم روى ابن زهير عن أنس إلا هذا)) .
قلت: كذا روى ابن مغراء عن محمد بن أبي إسماعيل وخالفه محمد بن بشر، فرواه عن محمد بن أبي إسماعيل، عن حرب بن زهير، عن يزيد بن زهير الضبعي، عن أنس فذكره مرفوعاً.
أخرجه البخاري في ((التاريخ)) .
فكان الاختلاف من وجهين:
الأول: أنه جعل شيخ حرب بن زهير هو: ((يزيد بن زهير)) وليس ((أنس بن مالك)) . ... =
=الثاني: أنه رفعه، في حين أن ابن مغراء رواه عن محمد بن أبي إسماعيل موقوفاً. وحرب بن زهير قد تقدم أنه مجهول الحال. أما يزيد بن زهير فلم أعرفه.
قال الهيثمي في ((المجمع)) (٣/ ٢٠٨) عن رواية البزار:
((وفيه من لم اعرفه)) .
ثم سماه الهيثمي في ((المجمع)) (٣/ ٢٠٨) عن رواية البزار: ((وفيه من لم أعرفه)) .
ثم سماه الهيثمي في موضوع آخر (٥/ ٢٨٢) : ((فيه محمد بن أبي إسماعيل، ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات)) !!
قلت: وهذا غريب من الحافظ الهيثمي رحمه الله تعالى ومحمد بن أبي إسماعيل من رجال مسلم. وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان. وأثنى عليه أبو حاتم.
ثم قوله: ((وبقية رجاله ثقات)) !! وهم آخر، وحرب بن زهير تقدم الكلام عليه، وأنه مجهول الحال.
لكني تدبرت صنيع الهيثمي، فوجدته يعتد بثويثق ابن حبان، حتى وإن تفرد به - في مواضع كثيرة من ((المجمع)) وهو تصرف ضعيف، على أنني وقعت له على تناقض كثير في هذا الأمر، فالله تعالى يسامحنا وإياه.

<<  <  ج: ص:  >  >>