للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٦٥- ((مَا عَظُمتْ نِعمةُ اللهِ عَلَى عَبدٍ، إلا عَظُمتْ مَؤونَةُ النَّاسِ عَليهِ، فَمَنْ لَمْ يَحتَمِلْ تِلكَ المَؤونَةَ، فَقَدْ عَرَّضَ النِّعمةَ لِلزوَالِ)) . (١)


(١) ١٦٥- ضعيف.
أخرجه ابن عدي في ((الكامل)) (١/ ١٧٨) وأبو يعلى - كما في ((كشف الخفاء)) (٢/ ٢٦٦) - وابن حبان في ((الضعفاء)) (١/ ١٤٢) ، والخطيب في ((التاريخ)) (٥/ ١٨١- ١٨٢) ، وابن الجوزي في ((الواهيات)) (٢/ ٥١٧- ٥١٨) من طريق أحمد بن معدان، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل مرفوعاً فذكره.
قال ابن عدي: ((أحمد بن معدان شيخ، يروي عن ثور بن يزيد الأوابد التي لا يجوز الاحتجاج بمن يروي مثلها.... ثم قال وهذا ما رواه عن ثور إلا واهيان، ضعيفان: أحمد بن معدان، وابن عُلاثة)) .
قلت: وحديث ابن عُلاثة أخرجه ابن حبان أيضاً في ترجمته (٢/ ٢٨٠) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عمرو بن الحصين، قال: حدثنا ابن علاثة به. ... =
=وهذا سند ضعيف جداً.
وعمرو بن الحصين تركه الدارقطني، وكذبه الخطيب. أما محمد بن علاثة فليس واهياً كما قال ابن حبان وإن تركه الدارقطني، واتهمه الأزدي بالكذب.
وقد رد الخطيب على الأزدي فقال: ((أفرط الأزدي، وأحسبه رُفعت إليه روايات عمرو بن الحصين عنه فكذبوه لأجلها، وإنما الآفة من ابن الحصين فأنه كذاب، وأما ابن علاثة وصفه يحيى بن معين بالثقة.... ولم أحفظ لأحد من الأئمة خلاف ما وصفه به يحيى)) . أهـ‍.
قلت: بل قال فيه البخاري: ((في حفظة نظر)) .
وقال أبو حاتم: ((يكتب حديثه ولا يحتج به)) .
وحاصل البحث في ابن علاثة أنه صدوق في حفظه ضعف.
فآفة الإسناد من جهة عمرو بن الحصين. ولذا قال أبو حاتم: ((حديث باطل)) . نقله عنه العراقي في ((المغني)) (٣/ ٢٤٥) .
وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

أخرجه العقيلي في ((الضعفاء)) (ق ١١٩/ ٢) ، وعنه ابن الجوزي في ((الواهيات)) (٢/ ٥١٨) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عطية، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً: ((أيما عبد أنعم عليه نعمة فأسبغها، ثم جعل إليه شيئاً من حوائج الناس، فتبرم بها، كان قد عرض تلك النعمة للزوال)) .

قال العقيلي: ((عبد الرحمن بن عبد الله بن عطية، عن ابن جريج، مجهول بنقل الحديث، ولا يتابع على هذا..... وفي هذا الباب أحاديث متقاربة في الضعف، ليس منها شيء يثبت)) . أهـ‍.
قلت: وابن جريج مدلس، وقد عنعنه.
فقول المنذري في ((الترغيب)) (٣/ ٢٥١) ، والهيثمي في ((المجمع)) (٨/ ١٩٢) ، ((إسناده جيد)) ليس بجيد إلا أن يكون طريق الطبراني في ((الأوسط)) بخلاف هذا، فإن كان كذلك ففي القلب شيء من حكمها لما عرفت عنهما من التسأهل في النقد. والله أعلم.
وشاهد آخر من حديث عائشة رضي الله عنها.
أخرجه ابن أبي الدنيا في ((قضاء الحوائج)) (ص - ٨٢) من طريق الحارث بن محمد التميمي، ذكر عمرو بن الصلت خالى، عن سعيد بن أبي سعيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً بلفظ حديث الباب.
قلت: والحارث: هو ابن أبي أسامة صاحب المسند، وهو صدوق، وعمرو بن الصلت، لعله المترجم في ((الجرح والتعديل)) (٣/ ١/ ٢٤١) ولم يترجح لدي. فإن يكنه، فهو صدوق، وسعيد بن أبي سعيد: هو الزبيدي. ... =
=قال ابن عدي: ((أحاديثه ليست محفوظة)) .
وقال الذهبي: ((لا يعرف، وأحاديثه ساقطة)) .
وشاهد آخر من حديث ابن عمر، رضي الله عنهما.
أخرجه الطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط)) ، وابن أبي الدنيا في ((قضاء الحوائج)) (٧٤) من طريق محمد بن حسان السمتي، نا أبو عثمان عبد الله بن زيد الكلبي، ذكر الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن ابن عمر مرفوعاً: ((إن لله قوماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإن منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم)) .
قال المنذري: ((لو قيل بتحسين سنده لكان ممكناً)) !!
قلت: لا، ومحمد بن حسان قال أبو حاتم والدارقطني: ((ليس بالقوى)) .
وقال ابن معين: ((لابأس به)) .
وشيخه عبد الله بن زيد ضعفه الأزدي.
وكذا قال الهيثمي (٨/ ١٩٥) .
فإن كان مقصد المنذري أنه حسن في الشواهد والمتابعات، لعله يحتمل، ولكن أين الشواهد المجدية، أو المتابعات القوية؟!!
وشاهد رابع، عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
أخرجه الخرائطي في ((المكارم)) (٨٩) قال: حدثنا علي بن حرب الطائي، حدثنا حلبس بن محمد، حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((ما أنعم الله على عبد نعمة، إلا كثرت مؤنة الناس عليه، فإن لم يتحمل مؤنهم، عرض تلك النعمة لزوالها)) .
قلت: وسنده ضعيف جداً.
قال الحافظ العراقي في ((المغني)) (٣/ ٢٤٥) : ((إسناده منقطع، وحلبس بن محمد أحد المتروكين)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>