للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٣- ((من سمى المدينة يثرب، فليستغفر الله ٠ هي طابة، هي طابة)) ٠ (١)


(١) ٤٣- ضعيف.
أخرجه أحمد (٤/ ٢٨٥) ، وأبو يعلى (٣/ ٢٤٧- ٢٤٨) وابن عدي (٧/ ٢٧٣٠) ، وعمر بن شبة في ((تاريخ المدينة)) (١٦٥/ ١) ، وابن أبي حاتم، وابن مردوية في ((تفسيرهما)) - كما في ((الدر المنثور)) (٥/ ١٨٨) - وابن الجوزى في ((الموضوعات)) (٢/ ٢٢٠) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب مرفوعاً به. قال ابن الجوزي ((هذا حديث لا يصح، تفرد به صالح عن يزيد. قال ابن المبارك: ارم بيزيد، وقال أبو حاتم الرازي: كل أحاديثه موضوعة. وقال النسائي: متروك الحديث)) .
قلت: أخطأ ابن الجوزي رحمه الله مرتين: الأولى: أنه جعل هذا الحديث موضوعاً، ولا حجة له. والثانية: أنه نقل ما قيل في يزيد بن أبي زياد القرشي، وليس هو راوي الحديث. فإن راوي الحديث هنا هو يزيد بن أبي زياد القرشي الكوفي وهو صدوق، لكنه كان تغير، فضعف لذلك.
أما الدمشقي، فحاله أسوأ من الكوفي، فقال فيه النسائي ((متروك الحديث)) وقال أبو حاتم - كما في
((الجرح)) (٤/ ٢/ ٢٦٢- ٢٦٣) - ((كأن حديثه موضوع)) ، فصحفه ابن الجوزي: ((كل حديثه موضوع)) . لذلك رد عليه الحافظ ابن حجر، فقال في ((القول المسدد)) (٥٠) : ((ولم يصب - يعني ابن الجوزى - فإن يزيد وإن ضعفّه بعضهم من قبل حفظه وبكونه كانَ يُلقن فيتلقن في آخر عمره، فلا يلزم من شيء من ذلك أن يكون كل ما يحدث به موضوعاً)) . أما الحافظ الهيثمي فقال في ((المجمع))
(٣/٣٠٠) : ((رجاله لقات)) !! كذا قال!! وما تقدم من الكلام يرده.

وأخرج مسلم (١٣٨٥) ، وأحمد (٥/ ٨٩، ٩٤، ٩٦، ٩٧، ٩٨، ١٠١- ١٠٢، ١٠٦، ١٠٨) ، والطيالسي - كما في ((الفتح)) ، وكذا الطبراني في ((الكبير)) (٢/ ٢١٧، ٢٣٣، ٢٣٤، ٢٣٦) وغيرهم من حديث جابر بن سمرة مرفوعاً: ((إن الله تعالى سمى المدينة طابة)) . وفي لفظ الطبراني: ((إن الله أمرني أن أسمى المدينة طابة)) . ... =
=قال الحافظ في (الفتح) ((٤/ ٨٧)) : ((فهم بعض العلماء من هذا كراهة تسمية المدينة يثرب، وقالوا: ما وقع في القرآن، إنما هو حكاية عن قول غير المؤمنين، ولهذا قال عيسى بن دينار من المالكية: من سمى المدينة يثرب كتبت عليه خطيئة. قال: وسبب هذه الكراهة لأن يثرب إما من التثريب الذي هو التوبيخ والملامة، وإما من الثرب وهو الفساد، وكلاهما مستقبح، وكان النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يحب الاسم الحسن، وهو يكره الاسم القبيح)) أ. هـ‍. وفي البخاري (٤/ ٨٨) من حديث أبي حميد قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك حتى أشرفنا على المدينة، فقال: هذه طابة ((. وهناك بعض أحاديث أخرى في كراهة تسمية المدينة بـ ((يثرب)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>