للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٧٩ - (١)

[السراج الوراق]

عمر بن محمد بن حسن، سراج الدين الوراق الشاعر المشهور والأديب المذكور؛ ملكت ديوان شعره، وهو في سبعة أجزاء كبار ضخمة بخطه إلى الغاية، هذا الذي اختاره لنفسه وأثبته، فلعل الأصل كان من حساب خمسة عشر مجلداً، وكل مجلد يكون مجلدين، فهذا الرجل أقل ما يكون ديوانه لو ترك جيده ورديه في ثلاثين مجلداً، وخطه في غاية الحسن والقوة والأصالة. وكان حسن التخيل جيد المقاصد صحيح المعاني عذب التركيب، قاعد التورية والاستخدام، عارف (٢) بالبديع وأنواعه، وكان أشقر أزرق العين، وفي ذلك يقول:

ومن رآني والحمار مركبي ... وزرقتي للروم عرق قد ضرب

قال وقد أبصر وجهي مقبلاً: ... لا فارس الخيل ولا وجه العرب وكان يكتب الدرج للأمير سيف الدين أبي بكر ابن أسباسلار والي مصر، وتوفي في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستمائة، رحمه الله تعالى، وقد قارب التسعين أو جاوزها بقليل، وأكثر شعره في اسمه، فمن ذلك:

وكنت حبيباً إلى الغانيات ... فألبسني الشيب بغض الرقيب

وكنت سراجاً بليل الشباب ... فأطفأ نوري نهار المشيب وقال:

بني اقتدى بالكتاب العزيز ... وراح لبري سعياً وراجا


(١) الزركشي: ٢٤٠ والنجوم الزاهرة ٨: ٨٣ والشذرات ٥: ٤٣١ وهذه الترجمة ثابتة في ر.
(٢) كذا في ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>